في لحظة صادقة حملت الكثير من الجرأة واليقين، عبّر المتسابق محمد أبو العلا عن تمسكه المطلق بمدرسته الصوتية خلال مشاركته في برنامج دولة التلاوة، مؤكدًا أن الشيخ الراحل محمد صديق المنشاوي ليس مجرد مدرسة فنية بالنسبة له، بل روح تسري في دمه، ومنهج حياة لا يمكن التخلي عنه مهما كانت الضغوط أو اختلاف الأذواق، في تصريح لافت قال فيه: «سيدنا الشيخ المنشاوي بيجري في دمي، وعمري ما هغيره عشان خاطر حد، واللي في دماغي هعمله، هنوع ماشي لكن أغيره لا».
هوية لا تقبل المساومة
كلمات أبو العلا جاءت لتؤكد أن المشاركة في دولة التلاوة بالنسبة له ليست سباقًا تقنيًا فحسب، بل معركة هوية ورسالة، حيث شدد على أن القارئ الحقيقي لا يُقاس بقدرته على التقليد أو إرضاء الجميع، وإنما بصدقه مع نفسه ومع القرآن، وبمدى التزامه بروح المدرسة التي اختارها عن وعي، معتبرًا أن مدرسة المنشاوي تمثل لديه الصفاء والخشوع والاتزان العاطفي الذي يصل مباشرة إلى قلوب المستمعين دون تكلف أو تصنع.
تنويع الأداء دون كسر الجذور
ورغم هذا التمسك، أوضح المتسابق أنه لا يرفض التطوير أو التنويع، لكنه يضع له إطارًا واضحًا لا يمس الجوهر، مشيرًا إلى أن التنويع في المقامات أو الزخارف الصوتية أمر مشروع ومطلوب، طالما لا يؤدي إلى طمس الهوية أو فقدان البصمة الخاصة، مؤكدًا أن المنشاوي نفسه كان مدرسة متجددة في داخلها، تعتمد على الإحساس العميق بالمعنى قبل الصوت.
صدى واسع بين الجمهور
تصريحات محمد أبو العلا لاقت تفاعلًا كبيرًا بين جمهور البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون أن حديثه يعبر عن شجاعة فنية نادرة في زمن يسعى فيه البعض إلى إرضاء لجان التحكيم على حساب القناعة، بينما اعتبر آخرون أن التمسك بالمدرسة الأصيلة هو ما يمنح دولة التلاوة تنوعها الحقيقي ويعيد الاعتبار للقراءة الخاشعة التي تربت عليها أجيال.
دولة التلاوة ومنصة الأصوات الصادقة
ويواصل برنامج دولة التلاوة تقديم نماذج مختلفة من القراء الشباب، في تجربة تجمع بين التنافس الفني والحفاظ على التراث، ليؤكد من خلال أصوات مثل محمد أبو العلا أن المستقبل لا يُبنى بقطع الجذور، بل بالانطلاق منها نحو آفاق أوسع، دون التفريط في الأصالة أو الرسالة.
















0 تعليق