سياسي سوداني لـ"الدستور": قمة البرهان والسيسي تهدف لإطلاق تسوية شاملة للأزمة السودانية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الصادق علي حسن رئيس مجلس أمناء محامي دارفور، إن قمة الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، يمكن قراءتها في سياق سياسي واسع يتجاوز الإطار الثنائي بين الخرطوم والقاهرة، ويرتبط مباشرة بالحراك الإقليمي والدولي المتسارع بشأن الأزمة السودانية.
وأوضح "حسن" في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن توقيت القمة يكتسب دلالة خاصة، كونها جاءت بعد لقاء البرهان مع ولي العهد السعودي رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية، وهو لقاء حمل في طياته إشارات واضحة إلى عودة الزخم الدبلوماسي للملف السوداني. 

ترتيبات إقليمية قيد التشكل 

 

ويرى رئيس مجلس امناء محامي دارفور، أن هذا التسلسل في اللقاءات يعكس وجود ترتيبات إقليمية قيد التشكل، قد تكون مرتبطة بإعلان تفعيل "الرباعية" والجهود التي سبق أن أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته إلى واشنطن، والتي هدفت إلى تنشيط المسار السياسي ووقف التدهور المتسارع في السودان.

دور مصري في دعم استقرار السودان والحفاظ على مؤسسات الدولة
 

وأشار الصادق علي حسن إلى أن القمة المصرية–السودانية لا يمكن فصلها عن الدور المصري التقليدي في دعم استقرار السودان والحفاظ على مؤسسات الدولة، خاصة في ظل المخاطر التي باتت تهدد الأمن الإقليمي والدولي. فمصر، بحسب تقديره، تنظر إلى الأزمة السودانية بوصفها أزمة أمن قومي عربي وأفريقي، وتسعى إلى منع انزلاقها نحو سيناريوهات أكثر تعقيدًا قد تفضي إلى تفكك الدولة وانتشار الفوضى على نطاق واسع.

القراءة السياسية لمسار هذه القمة توحي بوجود تسارع في الترتيبات الرامية إلى إطلاق مبادرة سياسية جديدة

وأضاف أن القراءة السياسية لمسار هذه القمة توحي بوجود تسارع في الترتيبات الرامية إلى إطلاق مبادرة سياسية جديدة، قد تنصب على توجيه دعوة قريبة لطرفي الحرب، إلى جانب الأطراف السودانية المدنية والسياسية الأخرى، للجلوس إلى مائدة تفاوض واحدة. واعتبر أن هذا التطور، إن تأكد، سيشكل اختراقًا مهمًا في جدار الأزمة، خاصة بعد تعثر العديد من المبادرات السابقة وفشلها في إحداث اختراق حقيقي.

معالجة جذور الأزمة السياسية والعسكرية في السودان

وأكد حسن أن الجهود المصرية، بالتنسيق مع شركاء إقليميين ودوليين، تبدو اليوم أكثر تركيزًا على الوصول إلى تسوية شاملة، لا تقتصر على وقف إطلاق النار فحسب، بل تمتد إلى معالجة جذور الأزمة السياسية والعسكرية في السودان، وشدد على أن نجاح أي مسار تفاوضي مرهون بوجود إرادة إقليمية موحدة تضغط باتجاه الحل، وتضع حدًا لاستخدام السلاح كوسيلة لفرض الوقائع السياسية.

الأزمة السودانية باتت تمثل وفق توصيف الأمم المتحدة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم

وختم الصادق علي حسن تصريحه بالتأكيد على أن الأزمة السودانية باتت تمثل، وفق توصيف الأمم المتحدة، واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وربما الأخطر في تاريخ الشعوب الحديثة، لما تحمله من تهديد مباشر للأمن والسلم الدوليين. وأعرب عن اعتقاده بأن الأيام المقبلة قد تشهد تطورات إيجابية، إذا ما تُرجمت هذه القمم والاتصالات رفيعة المستوى إلى خطوات عملية على الأرض، تفتح نافذة أمل حقيقية أمام الشعب السوداني للخروج من محنته وإنهاء واحدة من أكثر الحروب قسوة وتعقيدًا في العصر الحديث.

 اقرأ أيضا 

 السنوسي لـ"الدستور": قمة الرئيس السيسي والبرهان تحظى بآمال عريضة لدى الشارع السوداني

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق