أرسل الفنان المسرحي السوداني وسفير اليونسكو للسلام، علي مهدي، أحد الرموز الفنية التي عرفها تاريخ السودان الحديث.
وجاء ذلك في فيديو مسجل خص به السفير جريدة "الدستور" المصرية، حيث عبر فيه عن أسفه العميق لحظة تلقيه خبر وفاة الراحل، مؤكدًا أن هذا الفقد لا يعوض.
وقال السفير علي مهدي في كلمته: "اليوم، يودع السودان، والعالم العربي، واحدًا من أعظم مبدعي الموسيقى في العصر الحديث، وهو الفنان الراحل عبد القادر سالم. ليس من السهل الحديث عن عبد القادر سالم دون أن تفيض مشاعر الحزن والألم، لكنني أؤمن أن الفن لا يموت، وأن إرثه الفني سيظل حيًا بيننا لأجيال قادمة. فقد كان الراحل أحد الأعلام البارزة في الموسيقى السودانية، وواحدًا من المبدعين الذين استطاعوا أن يقدموا موسيقى سودانية تمتزج فيها الأصالة مع التجديد، وكانت محط إعجاب وتقدير ليس فقط في السودان، بل في كل أنحاء العالم."
وأضاف السفير مهدي: "الموسيقار عبد القادر سالم كان صاحب مسيرة حافلة بالإبداع والتفرد. نشأ في أم درمان وتعلم فنون الموسيقى في سن مبكرة، وقد أضاف لمساته الخاصة على الأغنية السودانية، حيث دمج بين الألحان السودانية التقليدية والأساليب الموسيقية العالمية.
لقد خلق لنفسه مكانة مرموقة في الوسط الفني السوداني بفضل رؤيته الفنية العميقة وقدرته على التعبير عن روح السودان في موسيقاه. كانت أغانيه مليئة بالحب والسلام، ولديه القدرة على نقل مشاعر معقدة من خلال لحن واحد."
وأشار السفير علي مهدي إلى دور الراحل عبد القادر سالم في تعليم الموسيقى في السودان، حيث قال: "إلى جانب كونه موسيقارًا ومطربًا، كان الراحل عبد القادر سالم أستاذًا ومعلمًا، أسهم في تعليم الأجيال الجديدة قواعد الفن والموسيقى، وقاد فرق موسيقية عديدة وعمل مع مجموعة من أفضل الفنانين في السودان. كما شارك في مهرجانات موسيقية محلية ودولية حيث كان يرفع اسم السودان عاليًا، ويعرض للآخرين جمال التراث الفني السوداني الأصيل".
وأكد السفير علي مهدي أن "الفقيد عبد القادر سالم كان صاحب رؤية موسيقية شاملة، فقد عمل على تقديم موسيقى سودانية تستحق أن تُعرف في المحافل العالمية، وكان له الفضل في تقديم ألحان وأغاني أدخلت السعادة في قلوب السودانيين ولامست مشاعرهم العميقة. ستظل أعماله الخالدة محفورة في ذاكرة الأجيال، وستبقى أغانيه مثل 'القلوب' و'يا شوق' رموزًا للموسيقى السودانية على مر الزمان."
واختتم السفير علي مهدي: "رحيل عبد القادر سالم هو خسارة كبيرة لنا جميعًا، لكننا نعلم أن إرثه سيظل حيًّا، وسيبقى فنه مصدر إلهام للأجيال القادمة. إننا نحتفظ بذكراه ونعاهده على أن نواصل نشر رسالته الفنية التي تتسم بالسلام والمحبة. تعازي الحارة لأسرة الفقيد ولعشاق فنه في داخل السودان وخارجه. إنا لله وإنا إليه راجعون."
وسجل الفيديو في ستوديو “الدستور" بالقاهرة، في مشاركة تعكس احترام وتقدير الإعلام المصري لهذا الفنان وقيمته وسجل أعمالهالتي أصبحت جزءًا مهمًا من ثقافة السودان المعاصرة.
لمشاهدة الفيديو اضغط على الرابط

















0 تعليق