بعد الهجوم الدموي الذي وقع في شاطئ بوندي في سيدني بأستراليا وأسفر عنه سقوط عدد من القتلى والمصابين خلال احتفال يهودي بعيد الحانوكا، سارعت القيادات الإسرائيلية إدانة الهجوم بأشد العبارات وكالمعتاد غلفت الهجوم بطابع عنصري وأنه عمل معادي للسامية، ولم تكتفي بذلك فحسب بل صورت المتهم في هذا الهجوم "فلسطين"!، وكان لدى إسرائيل سرعة في الكشف عن ملابسات الهجوم قبل السلطات الأسترالية، والخروج بنتائج تحقيق مغلفة بطابع قومي صهيوني!
هجوم سيدني و أسطوانة معاداة السامية
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، علق على الهجوم قائلاً:" أن وفاة ضحايا إطلاق النار الجماعي في حفل عيد الأنوار (حانوكا) في شاطئ بوندي هي نتيجة قرار الحكومة الأسترالية بالاعتراف بدولة فلسطينية".
وأضاف الوزير المتطرف:"الإرهاب المعادي للسامية لا يعرف حدوداً، لكن دماء القتلى على أيدي الحكومة الأسترالية التي أعلنت الاعتراف بدولة فلسطينية".
أما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فقال إن:" أستراليا تلقت تحذيرات بشأن هجمات محتملة على اليهود، هذه هي نتائج موجة العنف المعادي للسامية التي اجتاحت شوارع أستراليا خلال العامين الماضيين.
ولم يختلف رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، في وصفه للحادث عن المسؤولين الآخرين وقال: "كانت المؤشرات واضحة، لكن الحكومة تجاهلتها. أطالب الحكومة الأسترالية باتخاذ إجراءات فورية لحماية المجتمعات اليهودية والتعامل مع معاداة السامية بأقصى درجات الجدية".
إعلان إسرائيل، لم يكون مفاجئ بل اعتاد العالم سماع أسطوانة إسرائيل المشروخة، ودائما السير على وتر الضحية، والتشدق بأنها ملاحقة دولياً بل وفي الفضاء وعبر المجرات والمجرات المجاورة، فهى دائمًا ومنذ القديم الأزل تصور اليهود أنهم شعب الله المغلوب على أمره وأنه ضحية وحشية العالم السادي!
هجوم سيدني.. والمتهم فلسطين الضحية
جريمة فردية تحدث في دولة ما ويقع فيها ضحايا "يهود"، سرعان ما يخرج القيادات الإسرائيلية ويتشحون بالسواد ويلطمون على وجهوهم ويصرخون في وجه العالم هذا بسبب معاداة السامية وبسبب فلسطين، وما ذنب فلسطين المطحون شعبها في آلة الحرب الإسرائيلية، الحقيقة لا نعلم! لكن مادام عمل يمس يهودي، إسرائيل تصنفه على الفور أنه عمل فلسطيني إرهابي بحت وعلى العالم أن يصمت ولايجادل وإلا تلاحقه تهمة "إزدراء إسرائيل" ويساوي ذلك معاداة السامية.
وفي مقابل ذلك الحادث الفردي، هناك في العالم الآخر "غزة" والضفة الغربية والقدس، يقتل كل يوم بل وكل دقيقة فلسطيني بدم إسرائيلي بارد، عامين وأكثر من القتل والتخريب والدمار والحصار يعيش الفلسطينيون أمام مرئ ومسمع العالم، وكل ذلك وقف العالم في حيرة من أمره خوفًا من غضب الدولة العبرية وتردد في استخدام كلمة "جريمة حرب" و "إبادة جماعية"، بل كان الشعار الذي غلب الضمير العالمي الإدانة والشجب، ولم يستيقظ هذا الضمير العالمي إلا بعد أن فاحت دماء الفلسطينيين وتعالت صراخ الأبرياء لا ذنب لهم تطالب بوقف آلة العسكرية الإسرائيلية، وكل ذلك لا تزال تقف الدول “المتحضرة” وتتشدق بحقوق الحيوانات قبل الإنسان في حيرة هل يصح أن نوصف ما حدث بحق الفلسطينيين جريمة حرب أم أن نكتفي بالإدانة والشجب خوفًا من لعنة وغضب الدولة العبرية!
للإرهاب وجوه كثيرة!
وتظل كلمة الإرهاب، فضفاضة تختلف تعريفها من دولة إلى أخرى يضع البعض الاعتبارات السياسية والمصالح، قبل الاعتبارات الإنسانية، فما حدث في سيدني إرهاب وما يحدث في غزة وفلسطين هو أيضًا إرهاب، لكن لدي البعض سيكون رأي آخر…!













0 تعليق