معركة كواليس في داونينج ستريت.. 3أسماء على طاولة ستارمر لاختيار سفير بريطانيا في واشنطن

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لاتخاذ قرار مصيري باختيار سفير جديد للمملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين لندن وواشنطن توترات متزايدة على خلفية الحرب في أوكرانيا، وتصاعد الانتقادات والهجمات السياسية التي يشنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضد القادة الأوروبيين.
ووفقًا لصحيفة الغارديان البريطانية، أجرى ستارمر هذا الأسبوع مقابلات مباشرة مع ثلاثة مرشحين نهائيين، على أن يُعلَن اسم السفير الجديد قبل نهاية العام.

المرشحون الثلاثة: مزيج بين السياسة والدبلوماسية

كشفت الصحيفة أن القائمة النهائية تضم ثلاثة أسماء بارزة، لكل منهم خلفية مختلفة تعكس توازنًا دقيقًا بين العمل السياسي والخبرة الدبلوماسية:

فارون تشاندرا: مستشار ستارمر في شؤون الأعمال، والشريك الإداري السابق في شركة هاكلوت للاستخبارات المؤسسية.

كريستيان تيرنر: دبلوماسي مخضرم من المقرر أن يتولى قريبًا منصب سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة.

نايجل كيسي: السفير البريطاني الحالي لدى روسيا، وأحد الأسماء الثقيلة في السلك الدبلوماسي البريطاني.


تشاندرا.. المرشح الأوفر حظًا

يُنظر إلى فارون تشاندرا باعتباره المرشح الأقرب للمنصب، بعدما لعب دورًا محوريًا في التفاوض على سلسلة من الاتفاقيات الثنائية مع الولايات المتحدة، شملت مجالات التجارة والتكنولوجيا والصناعات الدوائية.
ويرى مطلعون أن خبرته في التعامل المباشر مع دوائر صنع القرار الأميركية تمنحه أفضلية واضحة، خاصة في ظل الحاجة إلى إدارة علاقات اقتصادية وأمنية شديدة التعقيد.


وزارة الخارجية تفضّل "الدبلوماسي المحترف"

ورغم تقدم تشاندرا، تشير تقارير الغارديان إلى أن وزارة الخارجية البريطانية تميل إلى خيار أقل مخاطرة سياسيًا، يتمثل في تعيين دبلوماسي محترف.
وفي هذا السياق، يحظى كل من تيرنر وكيسي بتقدير واسع داخل أروقة الحكومة، نظرًا لمسيرتهما الطويلة وخبرتهما في التعامل مع ملفات دولية شائكة.

تيرنر وكيسي.. خبرة ثقيلة في ملفات معقدة

شغل كريستيان تيرنر سابقًا منصب المدير السياسي لوزارة الخارجية البريطانية، كما عمل مفوضًا ساميًا لدى باكستان، ما يمنحه خبرة واسعة في القضايا الأمنية والدبلوماسية الحساسة.
أما نايجل كيسي، فقد تولى مناصب رفيعة شملت المفوض السامي لدى جنوب إفريقيا، والسكرتير الخاص للشؤون الخارجية لكل من ديفيد كاميرون وتيريزا ماي، قبل تعيينه سفيرًا لدى موسكو.


انضمام متأخر ورسالة غير مباشرة

انضم كيسي إلى السباق في مرحلة متأخرة، وهو ما فسره بعض المطلعين على أنه مؤشر على عدم رضا داونينج ستريت عن القائمة الأولية التي قدمتها وزارة الخارجية.
وبحسب الصحيفة، يحتفظ رئيس الوزراء بحقه الكامل في تجاوز المرشحين الثلاثة وتعيين شخصية أخرى من خارج القائمة إذا لم يقتنع بأي منهم.


واشنطن في قلب الحسابات البريطانية

أيًا كان الاسم الذي سيقع عليه الاختيار، سيباشر السفير الجديد مهامه في مرحلة توصف بـ"الأكثر حساسية" في العلاقات البريطانية–الأميركية منذ سنوات، في ظل تصاعد الخلافات حول أوكرانيا، والتحولات في استراتيجية الأمن القومي الأميركية.
وفي هذا السياق، التقى ستارمر مؤخرًا وارن ستيفنز، سفير الولايات المتحدة لدى لندن، في داونينج ستريت، حيث ناقشا سبل تنفيذ اتفاقيات التجارة والتكنولوجيا التي أُعلن عنها في وقت سابق من العام.


قرار يتجاوز التعيين التقليدي

لا يقتصر اختيار سفير بريطانيا لدى واشنطن هذه المرة على ملء منصب دبلوماسي رفيع، بل يمثل اختبارًا مبكرًا لنهج كير ستارمر في إدارة علاقات بلاده مع الحليف الأميركي في لحظة عالمية مضطربة.
فبين مرشح سياسي يتمتع بنفوذ اقتصادي، ودبلوماسيين مخضرمين يحملون خبرة مؤسسية عميقة، يبقى القرار المنتظر مؤشرًا واضحًا على أولويات لندن في المرحلة المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق