في خطوة تعكس ريادة مصر الإقليمية في البحث العلمي والتكنولوجيا التطبيقية، أعلن معهد بحوث الإلكترونيات إدراجه رسميًا ضمن لائحة منظمة الألكسو لمراكز البحث العلمي العربية المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة للدورة 2025–2026، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة، في إنجاز يُعد تتويجًا لجهود الدولة في دعم الابتكار والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن هذا الإنجاز يعكس المكانة المتقدمة التي وصلت إليها المراكز والمعاهد البحثية المصرية على المستويين العربي والدولي، مشيرًا إلى أن إدراج معهد بحوث الإلكترونيات ضمن هذه اللائحة المرموقة يؤكد نجاح الاستراتيجية الوطنية لدعم البحث العلمي وربطه بقضايا التنمية المستدامة، وعلى رأسها التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة.
وأوضح الوزير أن المشاركة الفاعلة للمؤسسات البحثية المصرية في المبادرات الإقليمية والدولية تسهم في تعزيز البحث العلمي التطبيقي، وفتح آفاق جديدة للتعاون، ودعم تحقيق أهداف رؤية مصر 2030، خاصة في مجالات الطاقة والابتكار والتكنولوجيا المتقدمة.
أول مبادرة عربية لدعم التميز في الطاقة المتجددة
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة شيرين محرم رئيس معهد بحوث الإلكترونيات أن إدراج المعهد جاء خلال الاحتفالية التي استضافتها جامعة حمد بن خليفة بدولة قطر يومي 11 و12 ديسمبر 2025، والتي تُعد أول مبادرة من نوعها على مستوى الوطن العربي لدعم التميز العلمي والابتكار في مجالات الطاقة المتجددة.
وأضافت أن شهادة الإدراج تم تسليمها للمعهد من الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام لمنظمة الألكسو، بحضور الدكتور محمد سند أبو درويش مدير إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة، مؤكدة أن اختيار المعهد جاء بعد منافسة عربية واسعة شملت 35 مركزًا بحثيًا من 13 دولة عربية، بينها 6 مراكز مصرية، ليكون معهد بحوث الإلكترونيات المركز المصري الوحيد المدرج ضمن هذه القائمة المرموقة.
ثقة عربية في القدرات البحثية المصرية
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أيمن فريد مساعد الوزير ورئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات والمشرف على اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة أن هذا الاختيار يُجسد ثمار التكامل المؤسسي بين الوزارة واللجنة الوطنية والمنظمات الإقليمية، ويعكس ثقة منظمة الألكسو في الكفاءات البحثية المصرية وقدرتها على الإسهام الفاعل في منظومة العمل العربي المشترك.
كما أوضح الدكتور رامي مجدي مساعد الأمين العام لشؤون منظمتي الألكسو والإيسيسكو باللجنة الوطنية أن هذا الإنجاز يؤكد الحضور المؤثر لمصر داخل المنظمات الإقليمية، ويبرز نجاح الجهود التنسيقية المبذولة لدعم ترشيح المؤسسات البحثية المصرية المتميزة، بما يعزز القوة العلمية للدولة المصرية إقليميًا.
بنية بحثية متقدمة ومعايير دولية
ويُذكر أن منظمة الألكسو تعتمد في اختيار مراكز التميز على معايير دقيقة تشمل امتلاك بنية بحثية ومعملية متطورة، وسجل علمي منشور في مجالات الطاقة المتجددة، وخبرة في تنفيذ مشروعات تطبيقية تخدم المجتمع العربي، والقدرة على بناء الشراكات الإقليمية.
وقد أثبت معهد بحوث الإلكترونيات استيفاءه لهذه المعايير من خلال أقسامه البحثية المتخصصة، وفي مقدمتها قسم الخلايا الضوئية وقسم الطاقة العالية، ومعامله المتقدمة في تخزين الطاقة، والمحطات الشمسية البحثية، والإلكترونيات الصناعية، والتحكم، إلى جانب معامل تصميم وتصنيع المكثفات وبطاريات الليثيوم، وبنية قوية في الذكاء الاصطناعي لدعم أبحاث الطاقة والشبكات الذكية.
كما يُعد المعهد نموذجًا للمنشآت البحثية الخضراء في مصر، بعد نجاحه في تحويل مبانيه إلى منشآت ذكية مستدامة تعتمد على الطاقة النظيفة وتُسهم في خفض الانبعاثات الكربونية، تماشيًا مع التوجهات العالمية للاستدامة.
خطوة تعزز الدور الإقليمي لمصر
ويمثل إدراج معهد بحوث الإلكترونيات خطوة محورية نحو تعزيز دوره الإقليمي والدولي، ودعم مشاركته في المبادرات العربية المستقبلية، وفتح آفاق جديدة للتعاون البحثي في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
وشهدت الفعالية جلسات علمية موسعة بمشاركة رؤساء ومديري المراكز العربية المدرجة، ناقشت آفاق التعاون المشترك، وتنفيذ مشروعات بحثية عربية، وتبادل الخبرات، إلى جانب اجتماع تنسيقي لوضع خارطة طريق لمبادرات عام 2026.
وضم الوفد المصري المشارك كلًا من الدكتورة دعاء عطية رئيس معمل نظم الخلايا الضوئية وتطبيقاتها، والدكتورة سحر ناصف رئيس معمل تكنولوجيا الخلايا الضوئية وتخزين الطاقة بمعهد بحوث الإلكترونيات.











0 تعليق