حرائق الغابات تلتهم مساحات ضخمة في نيو ساوث ويلز وسط تحذيرات متصاعدة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواصل حرائق الغابات في نيو ساوث ويلز اشتعالها بوتيرة متسارعة، بعدما امتدت ألسنة اللهب إلى آلاف الهكتارات من الأحراش والغابات في واحدة من أسوأ موجات الحر التي تشهدها الولاية هذا الموسم. وتكافح خدمات الإطفاء في المنطقة الحرائق منذ ساعات طويلة، في ظل ظروف مناخية قاسية تزيد من خطورة الموقف وترفع مؤشر الخطر إلى مستويات حرجة.

وتقول فرق الإطفاء إن عناصرها تعمل بلا توقف للسيطرة على النيران، مستفيدة من الدعم الجوي بطائرات الإطفاء التي تنفذ طلعات متواصلة لمحاصرة الحرائق. وتؤكد السلطات أن الرياح الشديدة وارتفاع درجات الحرارة يشكلان تحديًا رئيسيًا، إذ يدفعان النيران إلى التمدد السريع باتجاه مناطق قريبة من التجمعات السكنية.

تحذيرات رسمية من اتساع رقعة الحرائق وتضرر الحياة البرية

وحذّرت حكومة الولاية من احتمال تفاقم الوضع خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن موجة الحر الحالية قد تشعل بؤرًا جديدة من الحرائق في مناطق متعددة. ودعت السلطات السكان المقيمين قرب خطوط النار إلى المغادرة الفورية واتخاذ جميع إجراءات الأمان، خصوصًا مع تغير اتجاه الرياح بشكل مفاجئ.

وبحسب التقديرات الأولية، تسببت حرائق نيو ساوث ويلز في خسائر ضخمة للغطاء النباتي وتضرر مساحات واسعة من الحياة البرية، إلى جانب تسجيل أضرار محدودة في بعض الممتلكات والبنى التحتية الريفية. وتستمر فرق التقييم الميداني في حصر الخسائر، بينما تستعد خدمات الطوارئ لسيناريوهات أكثر تعقيدًا في حال استمرار الظروف المناخية الحالية.

وتشير التقارير إلى أن حرائق الغابات في أستراليا أصبحت أكثر تواترًا بفعل عوامل مناخية شديدة، ما يعزز المخاوف من موسم حرائق هو الأشد منذ سنوات، ويتطلب استجابة سريعة وإجراءات استباقية لحماية السكان والبيئة.

شهدت أستراليا عبر العقود واحدة من أكثر موجات حرائق الغابات تكرارًا وشدة على مستوى العالم، حيث تُسجّل البلاد سنويًا آلاف البؤر بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الموسمي. وتعود أخطر هذه المواسم إلى ما يُعرف بـ"الصيف الأسود" بين عامي 2019 و2020، حين التهمت الحرائق ملايين الهكتارات وأدت إلى خسائر بشرية ومادية واسعة، بالإضافة إلى نفوق أعداد هائلة من الكائنات البرية، ما دفع الخبراء إلى وصف تلك الفترة بأنها الأكثر تدميرًا في تاريخ حرائق المنطقة المعاصر.

كما تُشير السجلات البيئية إلى أن حرائق الغابات في القارة الأسترالية ليست ظاهرة حديثة، بل ترتبط بالنظام البيئي للبلاد منذ آلاف السنين، إلا أن حدتها تضاعفت خلال العقود الأخيرة بفعل تغير المناخ وزيادة موجات الجفاف والرياح الساخنة. وتؤكد تقارير المناخ أن مواسم الحرائق باتت أطول وأكثر تقلبًا، ما وضع الحكومات المحلية أمام تحديات ضخمة تتعلق بتطوير أنظمة إنذار مبكر، وتعزيز قدرات الإطفاء، ورفع جاهزية المجتمعات السكانية القريبة من المناطق المعرضة للاشتعال سنويًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق