أكدت كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر حليف للاتحاد الأوروبي، وذلك خلال تصريحات أدلت بها اليوم السبت عقب صدور استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الجديدة.
استراتيجية أمريكية وطنية قوية التوجه
وأضافت خلال كلمة ألقتها في مؤتمر يُعقد في الدوحة بقطر، أن الوثيقة الأمريكية أثارت بعض الانتقادات، معتبرة أن بعض هذه الانتقادات مبرر، لكنها شددت على أن التحالف مع الولايات المتحدة يظل أساسياً للحفاظ على الأمن الأوروبي والاستقرار الدولي.. "لم نتفق دائمًا على كل القضايا، لكن المبدأ الأساسي يبقى كما هو… نحن أعظم حلفاء، ويجب أن نبقى متحدين".
الاستراتيجية الجديدة، التي أصدرتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصفها المراقبون بأنها ذات توجه قومي كبير، وتحذر من احتمال محو حضاري لأوروبا إذا استمرت الاتجاهات الحالية، متوقعة أن القارة قد تصبح “غير قابلة للتمييز” خلال 20 عامًا أو أقل.
ووفقًا للصحيفة الأوروبية بروكسل تايمز، تمتد الاستراتيجية على 33 صفحة، وتشدد على ضرورة استعادة الهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية، إلى جانب إعادة هيكلة الوجود العسكري الأمريكي حول العالم للتركيز على التهديدات الملحة للأمن القومي الأمريكي، وتقليص التدخل في مناطق تعتبر أقل أهمية.
ردود أفعال وتحليلات أوروبية
تقول المحللة السياسية الأوروبية سوزان فيشر.."تصريحات كالاس تظهر أن الاتحاد الأوروبي واعٍ للتحديات الأمنية الأمريكية، لكنه ملتزم بالحفاظ على التحالف الاستراتيجي، حتى مع الخلافات حول بعض السياسات.
ويشير خبراء آخرون إلى أن تصريحات كالاس تأتي في سياق تهدئة المخاوف الأوروبية من توجه الولايات المتحدة القومي، وضمان استمرار التنسيق في المجالات الدفاعية والاقتصادية.
أسباب التصريح والتحليلات الاستراتيجية
يرى المحللون أن تصريحات كالاس تعكس. محاولة طمأنة أوروبا من مخاطر السياسات الانعزالية الأمريكية.
التأكيد على أن التحالف الأوروبي–الأمريكي أساسي للأمن والاستقرار في مواجهة تهديدات متزايدة.
توازن المصالح بين الاعتماد على الولايات المتحدة والحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي.
ويضيف الخبير الدولي ماركوس لين.. "الاتحاد الأوروبي يعيد التأكيد على شراكته مع الولايات المتحدة، لكنه يرسل إشارات واضحة على ضرورة التنسيق ومراجعة بعض السياسات التي قد تؤثر على مستقبل القارة".
تصريحات كالاس من الدوحة تؤكد أن الاتحاد الأوروبي يرى في الولايات المتحدة شريكًا لا غنى عنه، رغم الانتقادات الموجهة لاستراتيجيتها القومية. وتوضح الوثيقة الجديدة أن أوروبا أمام تحديات حضارية واستراتيجية، تجعل من التحالف العميق مع الولايات المتحدة ضرورة، مع الحاجة في الوقت نفسه إلى مراجعة السياسات لضمان الاستقرار والحفاظ على هوية القارة وأمنها...
التحليل النهائي ..
تصريحات كالاس ليست مجرد تأكيد تحالف، بل إشارة( استراتيجية) إلى أن أوروبا مستعدة للتكيف مع أي تغييرات في السياسة الأمريكية، مع الحفاظ على وحدة الحلفاء وقدرتهم على مواجهة التحديات المستقبلية.















0 تعليق