تصدرت البشعة التريند على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو على تيك توك يظهر فتاة يتعرض لها أهلها لممارسة البشعة عليها، في محاولة للتحقق من صدقها في أمر ما، المقطع أثار جدلًا واسعًا بين المتابعين، فالبعض انتقد بشدة هذه الممارسة واعتبرها إيذاء جسديًا ونفسيًا للفتاة، بينما انشغل آخرون بالتعليقات حول غرابة العادة نفسها وعلاقتها بالموروثات القديمة، هذا الانتشار السريع للفيديو أعاد قضية البشعة إلى دائرة النقاش العام، وجعلها حديث وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية مرة أخرى.
ما هي البشعة ؟
البشعة التي يرصد تفاصيلها موقع تحيا مصر هي طريقة من العرف الشعبي، تخصّ غالبًا مناطق ريفية أو بدوية في مصر وبعض المناطق العربية، يُلجأ إليها في النزاعات أو الاتهامات حين لا توجد أدلة واضحة، حسب تقاليد هذه الأعراف، تُحمّى قطعة من معدن مثل سكين أو ملعقة أو إناء معدني، ثم يُطلب من المتهم أن يعرض لسانه — أحيانًا يُطلب «لَعقه» — أمام شهود، إذا لم يصبه ألم أو حرق يُعتبر صادقًا، أما إذا أصيب يُعد كاذبًا وتُدان قضيته.
يرجع انتشار هذه الطريقة إلى فترات سابقة، في مجتمع بدوي أو قبلي حيث غياب المؤسسات القضائية الحديثة وصعوبة إثبات التهم أو الأدلة المادية، مما جعل الناس تعتمد على «البشعة» كوسيلة لتعويض غياب الأدلة، ومع مرور الزمن وتطور وسائل التحقيق والقضاء، تراجعت البشعة كثيرًا، فأصبحت في أغلب الأحيان جزءًا من الماضي أو من القصص والروايات الشفهية، وليس شيئًا يُمارس على نطاق واسع.
ظهور البشعة في مسلسل ظلم المصطبة
في عام 2025، أعاد مسلسل «ظلم المصطبة» طرح قضية البشعة عبر أحد مشاهده، حين تم اللجوء إليها في سياق اتهام بالخيانة، هذا المشهد أثار جدلاً واسعًا بين الجمهور، فالبعض اعتبره انعكاسًا لواقع بعض العادات المتوارثة، بينما رأى آخرون أنه مجرد إثارة درامية، إظهار هذه الطريقة في الدراما دفع المشاهدين إلى التساؤل: هل ما زالت هذه الممارسة موجودة؟ وهل مجرد عرضها على الشاشة يعيد إحيائها؟
طاقم العمل أكد أن الهدف من عرض هذه العادة ليس الترويج لها، بل تسليط الضوء على ممارسات خاطئة وعادات قديمة تؤثر على حياة الناس وتؤدي أحيانًا إلى ظلمهم.
البشعة من الناحية العلمية
من الناحية العلمية، فكرة أن وضع لسان الإنسان على معدن ساخن يمكن أن يكشف الحقيقة أو الكذب غير صحيحة، إذ سيصاب أي إنسان تقريبًا بالحرق بغض النظر عن صدقه أو كذبه، لذلك لا يمكن اعتبار نتائج البشعة دليلًا موضوعيًا، وأي اعتماد عليها يعني بناء العدالة على الألم والخرافة وليس على التحقيق أو الأدلة الواقعية.
عودة الحديث عن البشعة اليوم عبر الدراما أو السوشيال ميديا تتيح فرصة لمراجعة العادات القديمة والتمييز بين التراث الضار والمفيد. فمن جهة، يمكن اعتبارها جزءًا من الهوية الثقافية والتاريخ الشعبي، لكن من جهة أخرى هي ممارسة ظالمة وغير علمية. النقاش حول البشعة يسلط الضوء على ضرورة حماية الحقوق والكرامة، وإرساء العدالة المبنية على الأدلة والوعي لا على العرف الخاطئ أو الخرافات.











0 تعليق