انتشرت في الآونة الأخيرة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعض النصائح التي تُشير إلى أن وضع بياض بيضة نيئة مباشرة على جلد مصاب بحرق يساعد على شفاء الجلد، بدعوى أن البيض يُسرّع الشفاء ويغذي الجلد بـ"الكولاجين" الطبيعي.
هل يوجد أساس علمي لتلك الطريقة
لكن بحسب أطباء مختصين في جراحة الحروق والرعاية الصحية، فإن استخدام بياض البيض في علاج الحروق تفتقر إلى أساس علمي قوي، بل قد تكون مضرة جدًا.
وأظهرت دراسة سريرية حديثة أجريت في مستشفى في إيران على 90 مريضًا يعانون حروقًا من الدرجة الثانية، واستخدم الباحثون فيها مرهمًا يحتوي على بياض بيض وكريم طبي "Silver sulfadiazine" وقيموا التئام الجروح في أيام 1 و7 و15 باستخدام أداة تقييم موثقة للأمراض الجلدية، أن مجموعة العلاج بـ"البياض + الكريم" حققت تحسنًا أسرع من المجموعة التي استخدمت فقط "الكريم + بلاسِبو".
لكن الباحثون أشاروا إلى أن البياض لم يُستخدم نيئًا، بل ضمن مرهم طبي معقم، وأن الدراسة كانت ضمن بيئة طبية خاضعة لمراقبة، وليست تجربة على استخدام عشوائي في المنزل.
وأشار الأطباء إلى أن بياض البيض النيء قد يحتوي على بكتيريا ضارة مثل "Salmonella"، وهي معروفة بأنها موجودة أحيانًا في البيض الخام، لافتين إلى أن وضع مثل هذا السائل غير المعقم على جلد محترق يعني مخاطرة بجراثيم قد تدخل إلى الجرح وتسبب عدوى خطيرة.
كما حذرت عدة جهات طبية من تلك العادة، مؤكدة أن بياض البيض النيء لا يخفف ألم الحروق ولا يُسرّع شفائها، بل على العكس يمكن أن ينشر البكتيريا حول الجلد المتقرح.
وحذر خبراء العناية بالجروح من أن الاستخدام غير المعقم لبياض البيض يشكل خطر عدوى كبير؛ لأن الجلد المُتضرر بالحرق يمثل وسطًا مثاليًا لنمو البكتيريا.
نصائح لعلاج الحروق بشكل آمن
وينصح خبراء في الإسعافات الأولية باتباع خطوات آمنة ومعقمة مثل تبريد موضع الحرق بالماء الجاري الفاتر (وليس الثلج مباشرة)، تنظيف المنطقة إذا لزم بلطف، ثم استخدام مرهم طبي أو كريم مضاد للبكتيريا، وليس مواد مطبخية مثل البيض النيء أو الزبدة أو معجون الأسنان؛ لتقليل خطر العدوى والالتهاب.














0 تعليق