ترامب يجمع كاغامي وتشيسكيدي في اتفاق سلام “تاريخي” يعيد رسم مشهد شرق أفريقيا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيستضيف، يوم الخميس المقبل، رئيس رواندا بول كاغامي ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي لتوقيع اتفاقية سلام واقتصادية “تاريخية”، تُوّجت بوساطة مباشرة من واشنطن، في خطوة تُعد من أبرز التحركات الدبلوماسية التي تتبناها إدارة ترامب منذ توليه منصبه في يناير الماضي.

مبادئ عامة للسلام وتفاهمات اقتصادية تمهيدية

وتأتي هذه القمة تتويجًا لسلسلة طويلة من اللقاءات والمفاوضات بين الجانبين، بدأت في يونيو الماضي حين وقع وزيرا خارجية البلدين اتفاقية أولية في فعالية رسمية بالبيت الأبيض، تضمنت مبادئ عامة للسلام وتفاهمات اقتصادية تمهيدية. وشكل ذلك التوقيع أول اختراق جاد في أزمة ممتدة لسنوات بين الدولتين الأفريقيتين، اللتين لطالما تبادلتا الاتهامات بشأن دعم جماعات مسلحة تنشط عبر الحدود.

وفي نوفمبر الماضي، استضافت قطر جولة حوار حاسمة بين الطرفين، انتهت بتوقيع إطار عمل بوساطة أمريكية يتكون من ثمانية بروتوكولات تنفيذية. ورغم أن الجانبين تمكنا من الاتفاق على بروتوكولين فقط—الأول خاص بآليات مراقبة وقف إطلاق النار، والثاني يتعلق بتبادل الأسرى—إلا أن بقية البنود ظلت دون اتفاق، وعلى رأسها الجدول الزمني للالتزامات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وترتيبات عودة النازحين، واستعادة سلطة الدولة في المناطق المتضررة من الصراع. كما بقيت ملفات الإصلاح الاقتصادي وإعادة دمج الجماعات المسلحة والقضاء على المجموعات الأجنبية العنيفة موضوعات شائكة تتطلب مفاوضات إضافية.

اتفاقية سلام واقتصادية تاريخية بوساطة ترامب

وفي بيانها أمس، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيسين سيوقعان “اتفاقية سلام واقتصادية تاريخية بوساطة ترامب”، مشيرة إلى أن التفاصيل الكاملة لم تُعلن بعد.

ومن جانبه أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن إدارته تعمل على إنهاء عدد كبير من النزاعات الإقليمية حول العالم، مشيرًا إلى أن صراع الكونغو ورواندا يُعد من بين أبرز الأزمات التي ساعد في احتوائها منذ تولّيه منصبه في يناير الماضي. ويأتي هذا التصريح في ظل اتساع الجدل الدولي حول منهج الإدارة الأميركية في التعامل مع بؤر التوتر، ومحاولات واشنطن إعادة صياغة دورها في ملفات الأمن والسلم الدوليين.

وأوضح ترامب أن جهود الولايات المتحدة خلال العام الأخير ركّزت على دفع الخصوم نحو طاولة الحوار وتقليص التدخلات الخارجية التي تغذي العنف في تلك المناطق. كما أشار إلى أن الإدارة تتبنى مقاربة جديدة تعتمد على الضغط الدبلوماسي والاقتصادي المتدرج، بدلًا من التدخلات العسكرية التي أرهقت الولايات المتحدة في العقود الماضية.

ويعتبر ملف الكونغو ورواندا أحد أكثر الملفات تعقيدًا في إفريقيا، لما يتضمنه من صراعات حدودية وعرقية تمتد جذورها لعقود طويلة. وتؤكد مصادر أميركية أن واشنطن لعبت دورًا مباشرًا خلال الأشهر الماضية في كبح التصعيد، عبر اتصالات مكثفة مع حكومتي البلدين ودفعهما نحو ترتيبات ميدانية تمنع انهيار الوضع الأمني.

ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب تأتي في إطار محاولة لتأكيد نجاحات إدارته في السياسة الخارجية، خصوصًا في وقت تواجه فيه انتقادات داخلية بشأن ملفات الهجرة والاقتصاد. ومع ذلك، فإنّ كثيرين يعتبرون أن نجاح واشنطن في تثبيت الهدوء بين الكونغو ورواندا، ولو مرحليًا، يمثل خطوة مهمة في احتواء أحد أطول النزاعات في القارة الإفريقية.

بهذه الخطوة، تقترب المنطقة من منعطف قد يغيّر مسار أحد أعقد صراعات شرق أفريقيا. فالاتفاق المنتظر—إن التزم الطرفان بتنفيذه—قد يشكل بداية جديدة لسلام دائم، ويعيد رسم مستقبل الاستقرار والتنمية بين رواندا والكونغو الديمقراطية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق