Advertisement
وعلى أرضية استاد البيت الذي غصّ بالمتفرجين، تداخلت الرموز التراثية مع العروض الفنية، وتنوعت الفقرات التي حملت توقيعًا عربيًا خالصًا، قادها الفنان السوري رشيد عساف. ومع تقديم المنتخبات العربية بخاصية النشيد الموحّد، اكتسب الحفل طابعًا مختلفًا عن النسخ السابقة، في محاولة لإضفاء هوية مشتركة تجمع 16 منتخبًا تحت مظلة واحدة.
وفي الوقت الذي أحبطت فيه تونس جماهيرها، قدّم المنتخب الفلسطيني واحدة من أبرز مفاجآت الجولة الأولى بفوز مستحق على قطر، جاء في الرمق الأخير بعد أداء تكتيكي محسوب. مدرب الفريق إيهاب أبو جزر قرأ المباراة بمنطق الانتظار الذكي، فاعتمد على صلابة دفاعية واضحة قبل استغلال المساحات التي تركها قطر مع تقدّم الدقائق. هدف الفوز الذي سجله سلطان البريك بالخطأ في مرماه لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة ضغط متأخر محسوب أدار به "الفدائي" الدقائق الأخيرة بحنكة عالية.
تصريحات أبو جزر بعد المباراة عكست وعيًا بخطورة المنافس وأهمية النتيجة، فاختصر الأداء بأنه "هدية للشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن الواقعية التكتيكية هي السلاح الأساس في البطولة. أما محمد صالح، المتوَّج بجائزة أفضل لاعب، فشدّد على الروح القتالية التي جسّدتها المجموعة، معتبرًا أن الفوز الأول قد يفتح الباب أمام مشاركة تاريخية إذا استمر الفريق بالحدة نفسها.
ومع نهاية اليوم الأول، بدت ملامح البطولة واضحة: تنظيم محكم يعيد قطر إلى واجهة الأحداث الكروية، افتتاح فني يرسّخ الهوية العربية، ومواجهات حملت منذ بدايتها ما يكفي من الدروس والانطباعات المبكرة. بطولة بدأت بزخم كبير، وصارت ملامحها تتشكل على وقع مفاجآت غير متوقعة، تُنبئ بنسخة تحمل الكثير من القصص داخل الملعب وخارجه.








0 تعليق