أطلق مجموعة من الصحفيين والإعلاميين السودانيين في القاهرة مبادرة إنسانية حملت اسم "إعلاميون من أجل السودان"، في خطوة تهدف إلى توحيد الجهود المهنية والإعلامية لخدمة القضايا العاجلة التي يمر بها الشعب السوداني.
وكانت أولى ثمار هذه المبادرة تدشين قافلة "لستم وحدكم"، التي جرى الإعلان عنها خلال فعالية استضافتها منزل سفير جمهورية السودان بالقاهرة، برعاية السفير الفريق أول عماد الدين عدوي.
وتستهدف القافلة دعم الأهالي المحاصرين في الفاشر والنازحين إلى المدن المجاورة، في وقت تتفاقم فيه المعاناة الإنسانية مع دخول الشتاء.
الصحافة في قلب العمل الإنساني
حمل هذا التدشين حضورًا لافتًا لرموز صحفية بارزة، في مقدمتهم الكاتب الصحفي السوداني النور أحمد النور، والإعلامي الكبير سيف الدين حسن، المخرج الوثائقي ومؤسس قناة الزرقاء، وقدمت الفاعلية الشاعرة داليا إلياس.
وأكد المتحدثون، أن الإعلام السوداني كان ولا يزال أحد خطوط الدفاع الأولى في مواجهة التضليل وصون الحقيقة، وأن دوره الطبيعي يمتد اليوم ليشمل المبادرات المجتمعية والإنسانية.
وأشادت السيدة سمية السيد، أحد مؤسسي المبادرة، بالدور الكبير الذي لعبته الجهود الإعلامية في نقل الصورة الحقيقية لمعاناة الفاشر، مؤكدة أن الكلمة المسئولة قادرة على إنقاذ حياة، وقدمت شكرها للسفير عدوي على تبنيه للمبادرة ودعمه اللوجستي.
من فكرة بسيطة إلى مشروع إنساني واسع
كشف النور أحمد النور عن أن المبادرة انطلقت من فكرة صغيرة قبل أن تكبر لتصبح مشروعًا إنسانيًا يضم تسعة مؤسسين، موضحًا أن السودان يشهد نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، لا تغطي المساعدات المتوافرة سوى 25% من احتياجاتهم الفعلية. وأكد أن المبادرة تعتمد بالكامل على توزيع مساعدات عينية، فيما تتولى الجهات المعنية بالعودة الطوعية الجوانب التشغيلية لنقل القافلة وتجهيزها.
قافلة منتصف ديسمبر.. دعم مباشر للمحاصرين
أعلنت اللجنة المنظمة، أن القافلة الأولى ستتحرك في منتصف ديسمبر 2025، محملة بكم من المساعدات العينية التي يجرى تجهيزها من المستلزمات الضرورية للنازحين من الفاشر إلى منطقة "الدبة" التي تستهدفها القافلة كمنطقة نزوح محيطة بالفاشر.
الطبيب عبد الوهاب السيسي.. نموذج للعطاء الطبي
شارك في المبادرة الدكتور عبد الوهاب السيسي، اختصاصي طب وجراحة العيون، المعروف بجهوده الممتدة في السودان ومصر، حيث نفّذ أكثر من 700 مخيم طبي للعيون في ولايات دارفور وكردفان، إضافة إلى 277 مخيمًا في القاهرة.
وأعلن عبدالوهاب السيسي إطلاق مخيم طبي جديد يستهدف النازحين من الفاشر إلى الدبة، يضم أطباء متخصصين وكميات كبيرة من العلاجات والمستلزمات اللازمة، بما في ذلك نظارات طبية وقطرات للعيون لمواجهة الأمراض المنتشرة في مخيمات النزوح.
الإعلام بوابة النجاح
أكد الإعلامي سيف الدين حسن، أن "الإعلام هو من يصنع الفرق في زمن الفوضى"، ودعا إلى تأسيس منصة إعلامية متخصصة للمبادرة لنشر رسالتها وتوثيق جهودها، وضمان وصولها إلى أكبر عدد من المتبرعين والجهات الداعمة. وأضاف أن السودان اليوم بحاجة إلى خطاب إعلامي موحد وقادر على إعلاء القيم الإنسانية فوق الانقسام السياسي.
الصحة في صدارة الأولويات
شدد خبراء متخصصون على ضرورة توفير أدوية الأمراض المزمنة، وأدوية الجهاز العصبي والنفسي والهضمي، في ظل التغيرات الحادة في نمط الغذاء لدى النازحين. وحذّروا من إمكانية توسع المشكلات الصحية داخل المخيمات إذا لم تُعالج هذه الاحتياجات بصورة عاجلة.
رسائل تضامن من الداخل
كما شهدت المبادرة رسالة تضامنية لافتة من داخل السودان، حيث تبرع موظفو بنك الخرطوم براتب يوم كامل لدعم النساء المتضررات في الخرطوم، ما يعكس بوضوح أن روح التكافل السوداني لا تنطفئ رغم قسوة الحرب وتشتت الجغرافيا.
ختام.. مبادرة إعلامية بروح إنسانية
بهذه الخطوة، تؤكد مبادرة "إعلاميون من أجل السودان" أن الإعلام ليس مجرد ناقل للحدث، بل هو فاعل فيه، ومكوّن أساسي من مكونات الدعم المجتمعي. وتُعدّ قافلة "لستم وحدكم" بداية مسار إنساني طويل يهدف إلى تخفيف معاناة الفاشر ومحيطها.
وتبقى الرسالة الجوهرية للمبادرة: "لا أحد يُترك وحده.. ما دام في السودان إعلاميون يحملون الكلمة والضمير والإنسانية".
شاهد أيضًا:
الفريق إبراهيم ألماظ يهنئ "الدستور" بإطلاق "هنا السودان" (فيديو)
0 تعليق