قدّمت د.ثناء هاشم، أستاذ السيناريو بالمعهد العالي للسينما، قائمة تضم خمسة من أهم الكتب التي يجب أن يقرأها كل من يرغب في احتراف كتابة السيناريو وفنون الفيلم، مؤكدة أن هذه المراجع تمثل «بوابة حقيقية» لفهم قواعد البناء الدرامي، وصناعة الفيلم، وتقنيات الإخراج والأداء.
وفي تصريحاتها لـ"الدستور"، أوضحت هاشم، أن اختيارها يستند إلى خبرتها الأكاديمية وتقييمها المتواصل لأهم المراجع التي يعتمد عليها صناع السينما في العالم، مشيرة إلى أن هذه الكتب تجمع بين الأساس النظري والتطبيق العملي، وتمنح المبتدئين القدرة على قراءة الفيلم وتحليل مشاهده وبناء شخصياته بوعي احترافي.
"أنقذ القط!".. آخر كتاب ستحتاجه عن كتابة السيناريو لـ"بليك سنايدر"
تصف هاشم هذا الكتاب بأنه «من أكثر الكتب قدرة على تبسيط الخطوات الأساسية لكتابة السيناريو»، مشيدة بترجمة إسلام عماد وجودة صدوره العربي (2021). ويُعرف سنايدر بأسلوبه المباشر القائم على القواعد العملية لكتابة قصة تُجاري الذوق الجماهيري، وتعمل على شد انتباه المتلقي منذ اللحظة الأولى.

"السيناريو” لـ""سيد فيلد"
وتشير هاشم إلى أن هذا الكتاب، رغم قدمه، يظل «المرجع التأسيسي الأهم» لأي طالب سينما. وتضيف: «كل من يدرس السيناريو يجب أن يبدأ بسيد فيلد، فهو يضع هيكل القصة وبنية السيناريو المعاصر بمنهجية لا تزال معتمدة حتى اليوم».

"فن القصة" لـ"روبرت مكي"
وتؤكد هاشم أن أعمال روبرت مكي كلها «هائلة وتستحق القراءة»، لافتة إلى أن كتابه الأشهر “Story” يقدّم رؤية معمقة حول بناء الدراما، وتحليل الشخصيات، وإدارة التوتر الدرامي. وقالت: «هذا كتاب لا غنى عنه إذا أردت فهم الحرفة على مستوى عالٍ».

". مشروع صناعة الفيلم لـ" علي بدرخان"
يمثل كتاب “صناعة الفيلم”، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أحد أهم المشاريع المعرفية في مجال السينما العربية. ويتكون العمل من ثلاثة أجزاء: الجزء الأول بعنوان “كتابة القصة والسيناريو”، ويضع الأسس الأولى لفهم قواعد بناء السيناريو، وكيفية تقديم دراما ناضجة للشاشة، بما يناسب جماليات الوسيط السينمائي وآلياته. وتشير هاشم إلى أن هذا الجزء يساعد المؤلفين والمخرجين على القراءة الواعية للنص البصري.
الجزء الثاني بعنوان “الإخراج والمونتاج”، وقد صدر بعد دراسة واسعة للمراجع والتجارب الفنية، إضافة إلى تحليل العديد من الأعمال السينمائية. يقدّم هذا الجزء منهجًا عمليًا واضحًا لفهم مبادئ الإخراج وتقنيات المونتاج، ويعد - بحسب هاشم - «دليلًا يمكن استخدامه مباشرة في تنفيذ مشاريع الأفلام».

الجزء الثالث بعنوان “التمثيل للسينما والفيديو”، ويستعرض فيه بدرخان تطور مكانة الممثل عبر التاريخ، من الازدراء في العصور القديمة إلى مكانته الراهنة كأحد أبرز أركان الصناعة. ويشرح طبيعة الأداء السينمائي، وخصائص العمل أمام الكاميرا، وتقنيات التعبير الخاصة بالسينما.
وتؤكد هاشم أنها كانت عضوًا في اللجنة التي منحت هذا المشروع جائزة «أفضل إصدار» قبل نحو خمس سنوات، معتبرة أن المجلدات الثلاثة «تمنح القارئ ثقافة تأسيسية ممتازة، ومكتوبة بوضوح وبلغة تعليمية بسيطة».
وترى هاشم أن هذه الكتب الخمسة تمثل «خريطة طريق حقيقية» لكل من يبدأ رحلته في السيناريو، قائلة: «كتابة السيناريو ليست موهبة فقط، بل علم وحرفة. وهذه الكتب تضع يد القارئ على مفاهيم البناء الدرامي، وتعلّمه قراءة الفيلم بوعي، وتفتح أمامه أبوابًا لفهم السينما كفن وصناعة»
من يريد احتراف هذا المجال عليه الإلمام بقواعده أولًا، ثم يعرف كيف يطوّع هذه القواعد بإبداعه الشخصي. كل كتاب من هذه القائمة هو حجر أساس في هذه الرحلة.











0 تعليق