بعد أيام من إعلان تاتيانا شلوسبرج، حفيدة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، إصابتها بمرض خطير في مراحله النهائية، تسلط الأنظار على سرطان الدم النخاعي الحاد (AML)، وهو نوع من السرطان الذي يبدأ في نخاع العظم وينتشر بسرعة إلى الدم وأجزاء أخرى من الجسم، مما يجعله أحد أكثر أشكال السرطان تحديًا.
ما هو سرطان الدم النخاعي الحاد؟
ينشأ هذا النوع من السرطان في النسيج الداخلي الرخو لبعض العظام حيث تتشكل خلايا الدم الجديدة، ويمكن أن يمتد إلى الغدد الليمفاوية والكبد والطحال والدماغ، وأحيانًا يتجمع على شكل كتل صلبة تُعرف باسم الساركوما النقوية. حالة شلوسبرج مرتبطة بطفرة جينية نادرة تسمى الانعكاس 3 في الكروموسوم 3، ما يجعل سرطانها مقاومًا للعلاجات الكيميائية التقليدية ويصعب التنبؤ بنتائج العلاج.
العلامات التحذيرية والأعراض
تشمل أبرز الأعراض إرهاقًا شديدًا مفاجئًا، ضيق التنفس عند أي مجهود، نزيفًا أو كدمات غير طبيعية، وحمى متكررة مع التهابات، وقد تشبه الأعراض أحيانًا الأنفلونزا الشديدة مع شعور عام بالتوعك.
بعض المرضى يعانون من آلام العظام والتعرق الليلي، وقد يُكتشف المرض خلال فحوص روتينية نتيجة انخفاض أو ارتفاع غير طبيعي في خلايا الدم.
أسباب الإصابة وعوامل الخطر
تشمل عوامل الخطر التعرض السابق للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، التدخين، التعرض الطويل للبنزين، وبعض المتلازمات الوراثية، بينما تحدث معظم الحالات دون سبب واضح.
وفي حالات نادرة، قد تنتقل الطفرات الجينية في العائلات، ما يجعل بعض العائلات أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من سرطان الدم.
العلاج وإمكانية التعافي
يشمل العلاج القياسي العلاج الكيميائي المكثف بمزيج من عقارين، مع إضافة عوامل حسب خصائص كل مريض، وقد يتطلب زرع خلايا جذعية من متبرع متطابق في الحالات عالية الخطورة لمنع الانتكاس.
على الرغم من عدم وجود علاج محدد للطفرات النادرة، فإن العلاجات الخلوية والمناعية الحديثة تمنح الأمل للمرضى في المستقبل.
سرطان الدم النخاعي الحاد مرض معقد وسريع الانتشار، لكن التشخيص المبكر والعلاج المكثف قد يحسن بشكل كبير فرص البقاء ويخفف من مضاعفات المرض.
تأثير الطفرة الجينية على مسار المرض
تلعب الطفرات الجينية، مثل الانعكاس 3 الذي أصاب شلوسبرج، دورًا حاسمًا في تحديد شدة سرطان الدم النخاعي الحاد واستجابته للعلاج، حيث تجعل خلايا السرطان أكثر مقاومة للعلاجات التقليدية، وتزيد احتمالات الانتكاس بعد العلاج الكيميائي.
هذا يعني أن المرضى الذين يعانون مثل هذه الطفرات يحتاجون إلى استراتيجيات علاجية متقدمة تشمل الزرع الخلوي والمناعي، مع متابعة دقيقة لحالة خلايا الدم، لضمان أفضل فرصة ممكنة للبقاء على قيد الحياة وتحسين جودة الحياة اليومية، مما يبرز أهمية البحث العلمي المستمر في تطوير علاجات مخصصة لكل حالة حسب الخريطة الجينية للمرضى.













0 تعليق