تلعب التغذية دورًا محوريًا في الصحة النفسية، إذ يمكن لبعض الأطعمة أن تعزز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين والإندورفين، ما يساهم في تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.

وأكد خبراء التغذية وعلماء النفس أن النظام الغذائي المتوازن يعد أداة فعالة لدعم الصحة النفسية، مشيرين إلى أن تناول أطعمة محددة يساعد الجسم على إنتاج نواقل عصبية مسؤولة عن السعادة.

أبرز الأطعمة الموصى بها

الأسماك الدهنية: مثل السلمون والتونة، غنية بأحماض أوميجا-3 الدهنية التي تعزز وظائف المخ وتساعد على إنتاج السيروتونين والدوبامين، وقد أظهرت الدراسات أن استهلاك الأسماك يقلل من مخاطر الاكتئاب.

المكسرات والبذور: كاللوز والجوز وبذور الشيا، مصدر هام للأحماض الدهنية ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة الدماغ والمزاج.

الشوكولاتة الداكنة: تحتوي على التريبتوفان والفينيليثيل ألانين ومضادات الأكسدة والمغنيسيوم، ما يساهم في رفع مستويات السيروتونين والدوبامين وتحسين المزاج.

البيض والألبان والتوفو: غنية بالتريبتوفان وفيتامينات B الضرورية لإنتاج السيروتونين، وتساهم في تعزيز الشعور بالراحة النفسية.

الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة: مثل الأفوكادو والتوت والخضروات الورقية والحبوب الكاملة، توفر الفيتامينات والمعادن والألياف التي تدعم صحة الدماغ والجهاز العصبي.

الأطعمة المخمرة والبروبيوتيك: كالزبادي والكفير، التي تساعد على توازن ميكروبيوم الأمعاء، ما يؤثر إيجابيًا على إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين.

العلم وراء السعادة الغذائية

ويشرح خبراء التغذية أن التريبتوفان، وهو حمض أميني أساسي موجود في البيض والألبان والأسماك، يتحول في الجسم إلى السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج، كما تلعب أوميجا-3 دورًا في تعزيز التواصل بين خلايا المخ، فيما تدعم مضادات الأكسدة والفيتامينات صحة الدماغ وتحميه من التأكسد. إضافة لذلك، يرتبط توازن ميكروبيوم الأمعاء بصحة النفسية وفعالية إنتاج الناقلات العصبية.

وصفة سحرية

ورغم الفوائد، يشدد الخبراء على أن هذه الأطعمة ليست وصفة سحرية، إذ تتأثر مستويات هرمونات السعادة بعوامل أخرى مثل النوم، النشاط البدني، والتوتر النفسي. وينصحون بدمج الأطعمة الغنية بالتريبتوفان، الأوميغا-3، مضادات الأكسدة، الخضروات والفواكه، والأطعمة المخمّرة ضمن نظام غذائي متوازن للحفاظ على مزاج أفضل وصحة نفسية مستقرة.

وتؤكد الدراسات إلى أن اعتماد نظام غذائي متكامل إلى جانب نمط حياة صحي يشكل دعامة أساسية لدعم الصحة النفسية وتحسين جودة الحياة اليومية.