يُعدّ الإمساك من أكثر المشكلات الهضمية شيوعًا حول العالم، إذ تشير تقديرات حديثة إلى أنه يصيب نحو 10% من البالغين بدرجات متفاوتة، مما يسبب شعورًا مزعجًا بعدم الارتياح، وانتفاخ البطن، وتباطؤ حركة الأمعاء، وما بين الحلول الدوائية والملينات الشائعة، تبرز العلاجات الطبيعية كخيار آمن وفعّال للكثيرين، خاصة مع تأكيد أبحاث كلية كينغز في لندن على أن تعديلات بسيطة في نمط الغذاء والترطيب يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في تحسين عملية الهضم.
الكيوي.. فاكهة صغيرة بتأثير كبير على الأمعاء
وفقًا لموقع health الطبي تتصدر فاكهة الكيوي قائمة النصائح الغذائية الطبيعية التي يقترحها خبراء التغذية للمساعدة في علاج الإمساك، فالكيوي غني بالألياف الطبيعية القابلة للذوبان، ما يؤدي إلى زيادة حجم البراز وتسهيل حركته داخل الأمعاء، بالإضافة إلى تحفيز الانقباضات المعوية التي تُسهِم في تسهيل عملية التبرز بطريقة طبيعية وآمنة.
ووفقًا للدراسات الحديثة، فإن تناول حبتين إلى ثلاث حبات من الكيوي يوميًا يمكن أن يحقق تحسنًا ملحوظًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الإمساك المزمن، ولا يقف دور الكيوي عند هذا الحد، بل يُعد أيضًا مصدرًا قويًا لـ فيتامين C والبوتاسيوم، مما يدعم صحة الجهاز المناعي ويحافظ على توازن السوائل في الجسم، كما أن الفواكه الغنية بالألياف مثل الخوخ المجفف (القراصيا) تُعد من الخيارات الفعّالة التي تُعزّز انتظام الأمعاء وتُخفّف من صعوبة التبرز.
الترطيب.. العامل المنسي في علاج الإمساك
على الرغم من أن الكثيرين يركزون على تناول الألياف، يبقى الترطيب عنصرًا رئيسيًا لا غنى عنه في تحسين حركة الأمعاء. فالمياه—خاصة المياه المعدنية الغنية بالمغنيسيوم—تلعب دورًا مهمًا في سحب الماء إلى الأمعاء، مما يقلل من صلابة البراز ويسهل خروجه.
ويساعد المغنيسيوم على استرخاء العضلات الملساء في جدار الأمعاء، مما يسهم في تعزيز الحركة المعوية الطبيعية. ويمكن للبالغين الذين يعانون من الإمساك المزمن تناول مكملات المغنيسيوم تحت إشراف طبي، إذ تُظهر العديد من الدراسات فعالية واضحة لهذه المكملات في تقليل الانتفاخ وآلام البطن المصاحبة للإمساك.
الألياف.. حجر الأساس لصحة الجهاز الهضمي
يعد اعتماد نظام غذائي غني بالألياف يُعد استراتيجية طبيعية فعالة مقارنة بالاعتماد على الملينات الدوائية، التي قد تؤدي إلى الاعتياد أو تغيرات غير مرغوبة في حركة الأمعاء على المدى الطويل.
كما أن دمج مصادر طبيعية مثل الكيوي والخوخ والمياه المعدنية في الروتين الغذائي اليومي يمثل نهجًا مدعومًا بالأدلة العلمية لتحسين صحة الجهاز الهضمي، فالألياف تساعد على تنظيم حركة الأمعاء، بينما يدعم الترطيب عملية الهضم، ويساهم المغنيسيوم في تعزيز الوظائف الحيوية للأمعاء.
نهج طبيعي يحسّن جودة الحياة
إن اتباع هذه الخطوات الغذائية البسيطة يمنح الأفراد وسيلة عملية للتخفيف من الإمساك المزمن دون الاعتماد المفرط على الأدوية، فالتوازن بين تناول الألياف، وشرب كميات كافية من المياه، والحفاظ على النشاط البدني يمكن أن يُحدث تحولًا واضحًا في صحة الجهاز الهضمي، ويُعزز الشعور بالراحة والطاقة اليومية.
















0 تعليق