في ظهور لافت يحمل رسائل تتجاوز البروتوكول، سجلت لطيفة الدروبي، زوجة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، أول مشاركة دولية لها خلال حضورها القمة العالمية للابتكار في التعليم «وايز 12» بالعاصمة القطرية الدوحة.
هذا الظهور وضعها في دائرة الضوء بوصفها إحدى الوجوه المدنية التي تسعى للمساهمة في رسم ملامح سوريا الجديدة عبر ملف يعد الأكثر توافقًا وأهمية: التعليم.
كلمة تعكس التزامًا بالتعليم
أكدت الدروبي في كلمتها أمام المؤتمر أن «التعليم هو الأساس الذي سيبنى عليه مستقبل سوريا»، مشددة على أن الشعب السوري «محب للتعلم بالفطرة، وأن ثقافة التعليم متجذرة في البيوت السورية منذ عقود طويلة».
وأشارت إلى أن الحرب خلّفت دمارًا واسعًا في البنية التعليمية، مضيفة: «شاهدنا المدارس المدمرة والقصف الممنهج للمنشآت، ما انعكس على جيل كامل».
لكنها لفتت إلى أن السوريين «واصلوا تعليمهم بأبسط الإمكانات، تحت القصف والدمار، إيمانًا بأن التعلم هو الطريق الوحيد للنهوض».
لقاءات رفيعة المستوى في الدوحة
وعلى هامش مشاركتها، التقت الدروبي بالشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وبالشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمؤسسة.
اللقاءان ناقشا فرص دعم قطاع التعليم السوري، وتبادل الخبرات، وفتح قنوات تعاون للمساهمة في إعادة بناء النظام التعليمي في مرحلة ما بعد الحرب.
شخصية لطيفة الدروبي
لطيفة الدروبي شخصية هادئة بعيدة نسبيًا عن الأضواء، إذ انشغلت خلال السنوات الماضية بالعمل الاجتماعي داخل سوريا، خصوصًا في دعم مبادرات التعليم المجتمعي وتمكين المرأة والشباب.
ورغم عدم ظهورها إعلاميًا بشكل واسع، فإنها حافظت على صورة «السيدة الهادئة» التي تفضل العمل بصمت، ما جعل ظهورها في مؤتمر دولي خطوة نوعية تحمل توجهًا جديدًا ينسجم مع التحولات السياسية للمرحلة الانتقالية.
رسائل الظهور وأهمية التعليم في سوريا
بعد سنوات من الصراع الذي مزّق البنية التعليمية وأعاد تشكيل أولويات المجتمع السوري، يبدو أن ظهور الدروبي يهدف إلى إبراز وجه إنساني للمرحلة الراهنة، وجه يركز على التعليم باعتباره حجر الأساس لإعادة بناء الإنسان قبل إعادة بناء الدولة.
ومن خلال خطاب متزن وحضور محسوب، قدمت نفسها كصوت يسعى لإعادة الاعتبار للتعليم، ولرسم ملامح سوريا القادمة بروح أكثر انفتاحًا وتفاؤلًا.











0 تعليق