ثوران بركان اثيوبيا| بركان «هايلي غوبي» ينفجر بقوة ويُشعل سماء إثيوبيا بسحابة رماد وصلت 15 كيلومترًا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قلب واحدة من أكثر بقاع الأرض عزلة ووحشة، وفي عمق منخفض داناكيل شديد الحرارة، استيقظ عملاق جيولوجي كان يغطّ في سبات يُقدَّر بآلاف السنين، فبينما يراقب العلماء أنفاس الأرض المتقطعة، انشق صمت الصحراء الإثيوبية بصرخة نارية هائلة من بركان هايلي غوبي، وكأن الزمن قرر أن يعيد كتابة فصول لم تُروَ من قبل مع ثوران بركان اثيوبيا.

أسئلة جديدة حول خريطة النشاط البركاني

ثوران بركان اثيوبيا، لم يكن المشهد مجرد ثوران عابر، بل حدث جيولوجي نادر يفتح الباب أمام أسئلة جديدة حول خريطة النشاط البركاني في واحدة من أكثر المناطق غموضًا على سطح الكوكب.

اندلعت فوهة البركان الكائن في منطقة عفار الوعرة

شهدت إثيوبيا حدثًا علميًا استثنائيًا بعد أن عاد بركان هايلي غوبي للحياة لأول مرة منذ نحو عشرة آلاف عام، في ثوران مفاجئ جذب اهتمام المجتمع العلمي الدولي، مع ثوران بركان اثيوبيا اندلعت فوهة البركان الكائن في منطقة عفار الوعرة، على مقربة من بركان إرتا ألي الشهير، مطلقة سحبًا هائلة من الرماد وصلت altitudes تُقدّر بـ 10 إلى 15 كيلومترًا، بحسب تأكيدات الأقمار الصناعية ومركز تولوز الاستشاري للرماد البركاني.

968.webp
بركان

اعتمد العلماء بشكل كامل على صور الأقمار الصناعية التي أظهرت امتداد السحابة البركانية

وبدأ الانفجار في حوالي الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت غرينتش يوم الأحد، وسط متابعة دقيقة من منصّات رصد البراكين العالمية، التي أشارت إلى أن الغازات المنبعثة، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكبريت، تُعد مؤشرًا قويًا على قوة النشاط الجاري. ونظرًا لطبيعة المنطقة الصحراوية النائية، اعتمد العلماء بشكل كامل على صور الأقمار الصناعية التي أظهرت امتداد السحابة البركانية عبر البحر الأحمر باتجاه أجواء اليمن وعُمان.

3a2b2434c1.jpg
بركان

ويقع البركان داخل منخفض داناكيل، أحد أشد الأماكن حرارة على الأرض، وهي منطقة يصعب الوصول إليها، ما يفسر محدودية الدراسات السابقة حول بركان هايلي غوبي. وعلى عكس جاره النشط إرتا ألي الذي يُعرف ببحيرته الدائمة من الحمم، لم يُسجل أي نشاط سابق لهذا البركان في الزمن الحديث، مما يجعل ثورانه الحالي حدثًا بالغ الندرة والأهمية.

فرصة ذهبية للعلماء لإعادة تقييم المشهد البركاني في شمال شرق إفريقيا

وتتباين تقديرات عمر البركان، إلا أن أغلب الدراسات الجيولوجية ترجّح أن آخر ثوران له كان قبل آلاف السنين، وربما عشرة آلاف عام كاملة. ومع ظهوره المفاجئ الآن، تتزايد الأسئلة حول طبيعة التحولات الجيولوجية التي يشهدها الأخدود الإفريقي الشرقي، لا سيما مع اعتبار المنطقة واحدة من أكثر نقاط الأرض نشاطًا من الناحية التكتونية.

ويمثل هذا الحدث فرصة ذهبية للعلماء لإعادة تقييم المشهد البركاني في شمال شرق إفريقيا، وفهم ديناميكيات جديدة قد تسهم في تفسير تطور الصفائح الأرضية وتغيّرها عبر الزمن. فثوران هايلي غوبي ليس مجرد انفجار نادر، بل رسالة جيولوجية تشير إلى أن باطن الأرض ما زال يحمل الكثير من الأسرار التي تحتاج إلى كشف وتحليل.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق