ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين مع تعافي الأسهم العالمية وسط ترقب المستثمرين لنتائج محادثات السلام التي تسعى إلى إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، في خطوة قد تؤثر على الأسواق العالمية للطاقة وتخفف المخاطر السياسية المرتبطة بالإمدادات النفطية.
صعد خام "برنت" القياسي بنسبة 1.3% ليصل إلى 63.37 دولار للبرميل لتسليم يناير، فيما ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" بنحو 1.3% مسجلاً حوالي 59 دولاراً للبرميل، منهياً بذلك سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام، بعد أكبر تراجع أسبوعي منذ أكتوبر الماضي. ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع تعافي الأصول عالية المخاطر، وسط توقعات بانفراجة دبلوماسية قد تساعد على استقرار الأسواق.
وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى إمكانية حدوث "شيء جيد" في ملف الحرب الروسية خلال تعليقاته على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، مما عزز التفاؤل بين المتعاملين. كما أكد دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في شركة "BOK Financial"، أن أسواق النفط تتحرك بانسجام مع الأسهم، مع ترقب المزيد من المستجدات بشأن محادثات أوكرانيا وروسيا.
وتأتي هذه التحركات وسط ضغوط فائض الإمدادات التي أثرت على أسعار النفط هذا العام، حيث يتجه الخام لتسجيل رابع انخفاض شهري في نوفمبر، وهو أطول تراجع متواصل منذ 2023، نتيجة زيادة الإنتاج من دول "أوبك+" ودول خارجها. وتشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى احتمال تسجيل فائض قياسي في إنتاج النفط خلال عام 2026، مما يزيد من تقلبات السوق.
من جانب آخر، تتابع الأسواق عن كثب ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا، وما إذا كانت العقوبات على روسيا ستخفف، وهو ما قد يضيف كميات إضافية من الإمدادات النفطية ويؤثر على الأسعار. وأوضح آرنه لومان راسموسن، كبير المحللين في "A/S Global Risk Management"، أن السوق النفطية قد تشهد مزيداً من العصبية قبل عطلة عيد الشكر، مع توقعات بحدوث اتفاق سلام أو وقف إطلاق نار قريباً.
بدوره، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المحادثات الحالية بأنها "لحظة حرجة"، مشيراً إلى أن قضايا الأراضي والسيادة تمثل محوراً صعباً يتطلب حلها لتثبيت السلام، مما يجعل متابعة تطورات سوق النفط العالمية مرتبطة بشكل مباشر بالمسار الدبلوماسي لهذه الأزمة.
ارتفاع أسعار النفط اليوم.. مرحلة من الترقب الحذر
ارتفاع أسعار النفط اليوم يعكس بذلك تقاطع السياسة والاقتصاد، ويضع الأسواق أمام مرحلة من الترقب الحذر لمستقبل الطاقة العالمية، مع تأثير مباشر على قرارات الاستثمار والتجارة في قطاع النفط الخام والمنتجات البترولية.
















0 تعليق