بوريل: أميركا ترامب لم تعد «حليفاً موثوقاً لأوروبا» بعد خطة أوكرانيا

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أطلق جوزيب بوريل، رئيس الدبلوماسية الأوروبية السابق، تحذيراً حاداً اعتبر فيه أن الولايات المتحدة تحت قيادة دونالد ترامب «لم تعد حليفاً موثوقاً لأوروبا»، بعدما تجاهلت واشنطن مشاورات أساسية مع الاتحاد الأوروبي عند طرح خطة من 28 نقطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويعكس تصريح بوريل اتساع فجوة الرؤى بين ضفتي الأطلسي في التعامل مع أخطر ملف أمني تواجهه القارة منذ نهاية الحرب الباردة.


خطة ترامب.. 28 نقطة تعيد رسم التوازنات

خطة ترامب التي تسربت إلى وسائل إعلام أميركية وأوروبية، تُعد أول طرح مباشر من الإدارة الجديدة لصيغة تسوية للنزاع الروسي-الأوكراني، وتتضمن بنوداً تمس جوهر الصراع.

تشير المسودة إلى وقف شامل لإطلاق النار، والاعتراف بوقائع ميدانية جديدة، وتقييد قدرات الجيش الأوكراني، وفرض تجميد طويل الأمد لمسار انضمام كييف إلى الناتو، إضافة إلى إطلاق مفاوضات حدودية تحت رعاية أميركية – روسية.

كما تتضمن الخطة آلية دولية لإعادة الإعمار، وضمانات أمنية تُقدَّم لأوكرانيا خارج إطار الناتو، وهو ما يُنظر إليه في بروكسل باعتباره خفضاً لدور أوروبا في هندسة أمن القارة وتحديد مستقبل حدودها.


لماذا أغضبت الخطة أوروبا؟

ما أثار غضب العواصم الأوروبية لا يقتصر على مضمون الخطة، بل على الطريقة التي طُرحت بها.

فبحسب بوريل، لم يتم إبلاغ الاتحاد الأوروبي مسبقاً، ولم تُجرِ واشنطن أي مشاورات تُذكر مع شركائها التقليديين رغم أن الحرب تدور في قلب المجال الحيوي للقارة.

صناع القرار في بروكسل وباريس وبرلين يرون أن تجاوز أوروبا في صياغة مبادرة بهذا الحجم يمسّ مباشرة «سيادتها الاستراتيجية» ويضعف قدرتها على التأثير في أي ترتيبات أمنية تخص حدودها الشرقية.

تخشى أوروبا أن يؤدي قبول أوكرانيا بتنازلات كبيرة إلى خلق سابقة تسمح بفرض تغييرات حدودية بالقوة، ما يهدد النظام الأمني الأوروبي الذي تأسس بعد انتهاء الحرب الباردة.


تحوّل استراتيجي لا يمكن تجاهله

محللون غربيون وصفوا استبعاد أوروبا من النقاش بأنه «منعطف استراتيجي» يعكس رغبة إدارة ترامب في انتزاع ملف الصراع من الهيمنة الأوروبية وتقديمه كإنجاز دبلوماسي أميركي خالص.

ويرى آخرون أن واشنطن تتصرف بمنطق «الصفقة السريعة» سعياً لإنهاء الحرب قبل أن تتوسع تكلفتها، فيما تعتبر موسكو أن الخطة تميل لصالحها كونها تعتمد وقائع ميدانية لم تكن كييف تقبل بها سابقاً.

في المقابل، يحذر خبراء من أن تجاهل أوروبا سيجعل تطبيق أي اتفاق أمراً بالغ الصعوبة، خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي هو الممول الأكبر لأوكرانيا والحليف الأكثر انخراطاً في الحرب اقتصادياً وسياسياً.


ماذا تعني تصريحات بوريل لأوروبا؟

يحمل موقف بوريل رسالة مزدوجة:
أولاً، ضرورة إدراك أن واشنطن «لم تعد تتحرك كحليف تلقائي»، ما يفرض تعزيز القدرة الدفاعية الذاتية لأوروبا وتوسيع هامش استقلال قرارها الأمني.

ثانياً، أن العلاقة عبر الأطلسي قد تدخل مرحلة إعادة تقييم، خاصة إذا واصلت واشنطن صياغة مبادرات كبرى تخص أوروبا دون التشاور معها.

وفي النهاية، يكشف تصريح بوريل هشاشة التحالف الغربي أمام اختبار أوكرانيا، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة ترتيب موازين النفوذ بين واشنطن وبروكسل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق