تحلّ رومانيا ضيف شرف على الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، مع وجوه وأسماء احتفت بها الساحة الأدبية الأوروبية والعالمية خلال العقود الأخيرة.
وفي هذا التقرير نقدم للقارئ واحدة من أبرز الكاتبات الرومانيات "دوينا روشتي " تعرف عليها في التالي:
تعد الكاتبة الروائية دوينا روشتي، والتي وُلدت عام 1957 في كوموشتيني برومانيا. واحدة من أبرز الماتبات الرومانيات، ومزج في كتاباتها بين الواقعية التاريخية والعناصر السحرية والفولكلور الروماني، كما تُدرّس الكتابة الإبداعية في جامعة بوخارست وتعمل كاتبة سيناريو.
عن الأدب الروماني وتأثيره
في مقابلة لها مع الكاتبة إيليانا مارين، طُرح عليها سؤال حول ما إذا كان الأدب الروماني قد أصبح أكثر وضوحًا على خريطة الأدب العالمي في السنوات الأخيرة. أجابت روشتي بأن هناك من “يتظاهرون بأنهم كتّاب دون أن يكتبوا شيئًا، لكنهم ينجحون في إقناع الآخرين بأنهم كتّاب، فيُعاملون على هذا الأساس”. وأضافت أن الأدب نفسه يحتاج إلى "إقناع الآخرين بأنه مجموعة نصوص"، غير أن الأدب الروماني برأيها “لا يمتلك بطاقة تعريف واضحة”، مؤكدة أن الكُتّاب الرومانيين لا يدعمون جهود بعضهم البعض بالشكل الكافي.
وفيما يتعلق بالترجمة ونجاح أعمالها، قالت روشتي إن "الترجمة أشبه باليانصيب، تعتمد على الحظ؛ فلا الكاتب ولا المحررون يدركون ما ستؤول إليه النتيجة في النهاية، لأن الترجمة تعني إنتاج نسخة جديدة، عملًا جديدًا". وأوضحت أن روايتي ليزوانكا وكتاب الأطباق الخطرة كانتا الأكثر حصولًا على المراجعات الإيجابية والمبيعات المرتفعة. كما حازت النسخة المجرية من كتاب الأطباق الخطرة على جائزة مرموقة في الترجمة، وشاركت في العديد من القراءات والفعاليات في الصين وإسبانيا وألمانيا.
وتضيف روشتي، أن ليزوانكا حظيت بمراجعات لافتة في الصحف الكبرى في المكسيك وإسبانيا وإيطاليا والمجر، كما عُرضت في المكتبات العامة بألمانيا، ودُعيت لقراءات في المسارح والقاعات ومهرجانات الكتب في لايبزيغ وفرانكفورت.
كما التقت بقرّائها في معهد "هـ. هاينه" في دوسلدورف حتى قبل ترشيح الرواية للمكتبة الوطنية الألمانية، فضلًا عن دعوة وجّهها إليها أحد أعضاء مجلس الشيوخ الألماني لحضور قراءة في برلين، معتبرة أن موضوع ليزوانكا "قوي جدًا وأثار اهتمامًا واسعًا".
إرث الديكتاتورية في الأدب الروماني
وفي حوار آخر لها مع الكاتبة الصحفية نسرين الشونجي، أشارت روشتي، إلى أن الأدب الروماني لا يزال يواجه إرث الديكتاتورية. وعن كيفية الموازنة بين الدقة التاريخية وحرية الخيال في تناول هذه الجراح الثقافية، قالت: "هذا يلامس أكثر النقاط حساسية بالنسبة إليّ. كثير من كتبي تناولت الشيوعية، لكن الشبح في الطاحونة أقرب إلى مجاز كبير عن تلك الحقبة. اخترت الرمزية استمرارًا لأسلوب كان شائعًا في زمن الرقابة، حيث كان الخيال يغطي على نيات الكاتب".
وتابعت موضحة أنها نشرت أخيرًا رواية ذاتية عن مقتل والدها خلال الحقبة الشيوعية، هذه المرة بأسلوب مباشر وواقعي وصادم. وتحمل الرواية عنوان فرينيكي، نسبةً إلى أميرة رودوس التي تخفّت في زي رجل لتشارك في ألعاب كانت ممنوعة على النساء. وتقول روشتي إن العنوان يحمل رمزية خاصة، لأن الرواية تمثل "تشريحًا لزمن شبابي الذي تقاطع فيه المأسوي الشخصي مع الدراما الوطنية".
يذكر أن قدمت روشتي أربعة عشر رواية وثلاث مجموعات قصصية، من بينها “ثلاثية الفناري”: مخطوطة الفناري (2015)، كتاب الأطباق الخطرة (2017)، وهوميريك (2019)، إلى جانب أعمال بارزة مثل: زوغرو (2006)، الشبح في الطاحونة (2008)، ليزوانكا في الحادية عشرة (2009)، الرجل الأحمر الصغير (2004)، أسرة غامضة (2020)، زافايدوك في عام الحب (2024)، وفيرينيكي (2025).
وحصدت العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها: جائزة اتحاد الكُتّاب الروماني للنثر (2008)، جائزة الأكاديمية الرومانية "إيون كريانغا" (2009)، وجائزة أفضل كتاب مترجم من اتحاد الكُتّاب الهنغاريين (2017).

















0 تعليق