حلم الطائرات الـF-35

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لا أعرف ما الذى سببته طائرات F-٣٥ للعالم من هستيريا، الدول تقف صفًا وتريد الحصول على الطائرة الشبحية ذات القدرات الخارقة.. مقالات كُتبت عنها، وعسكريون تحدثوا عن إمكاناتها، وكلنا نعرف أنها كانت أهم الأسباب التى ساعدت إسرائيل فى حسم معركتها فى إيران فى يونيو الماضى، فهى بحق غيّرت قواعد اللعب.

فهى مجهزة بتكنولوجيا متطورة لا تُصدق، وتتضمن قدرات رادارية خفية، بالإضافة إلى أفضل نظام رادار محمول جوًا فى العالم، قادر على الرؤية لمسافات بعيدة، وبمساعدة مجموعة حاسوبية، يُحدد الأهداف للطائرات وأنظمة الأسلحة على الأرض. 

الميزة الكبرى لطائرة F-٣٥ تكمن فى أنها لا تعمل منفردة، بل تُشكل نقطة نهاية فى شبكة قتالية واسعة، فهى تعمل بكفاءة مع طائرات الجيل الرابع مثل F-١٥ وF-١٦، ومع أنظمة القوات البرية والبحرية، كما تدخل هذه الطائرة، التى يصعب اكتشافها، أراضى العدو، وهناك تجمع معلومات بالغة الأهمية حول بطاريات أو أهداف الدفاع الجوى، وتشارك البيانات آنيًا مع القوات الأخرى، بما فى ذلك توفير خيارات للحل الأنسب للمشكلة.

تحاول إسرائيل أن تمنع بيع الطائرة إلى الشرق الأوسط، لهذا تقلق من إمكانية حصول السعودية عليها، ضمن حملة المشتريات السعودية من الولايات المتحدة، التى تضم قائمة طويلة من الأسلحة والأنظمة المتطورة.

بالنسبة لإسرائيل، تُعد طائرة F-٣٥ أكثر من مجرد سلاح متطور، إنها سلاح استراتيجى، وبيع هذه الطائرات للسعوديين، حتى للأتراك، سيُقوّض التفوق النوعى لسلاح الجو الإسرائيلى، الذى هو فى جوهره التزام أمريكى مُكرّس فى القانون، ويهدف إلى ضمان تفوق إسرائيل العسكرى على أى خصم إقليمى أو تحالف من الخصوم. حتى الآن، منحت طائرة F-٣٥ سلاح الجو الإسرائيلى تفوقًا جويًا مُطلقًا، لأنها الطائرة الشبحية الوحيدة فى الشرق الأوسط. 

الجيش الإسرائيلى يرى أن احتمال بيع طائرات مقاتلة من «الجيل الخامس» لدول أخرى، حتى لو لم تكن معادية بشكل واضح حاليًا، يُضيّق الفجوة التكنولوجية ويُجبر إسرائيل على البحث عن طرق مكلفة ومعقدة للحفاظ على تفوقها. 

فى هذه الحالة، فإن قائمة المشتريات الإسرائيلية للحفاظ على التفوق النوعى واسعة النطاق ومُكلفة للغاية، وتشمل ما لا يقل عن أربعة أسراب من طائرات الهليكوبتر الهجومية، واستكمال سرب من طائرات الهليكوبتر الكبيرة من طراز سيكورسكى لتحل محل طائرات إيزور القديمة، وشراء سربين آخرين من طائرات F-٣٥، وشراء سربين إلى ثلاثة أسراب من طائرات F-١٥ إكس، وشراء ما لا يقل عن سفينتين أخريين من طراز ساعر ٦، وزيادة إنتاج سفن رشيف الإسرائيلية، وإنتاج أنظمة دفاعية مثل صواريخ آرو ٤ وآرو ٥، وتعزيز الجيش البرى من خلال تسريع بناء الدبابات وناقلات الجنود المدرعة.

الحل الآخر قد يكون محاولة إسرائيل الحد من قدرات الطائرات المباعة للسعودية وتركيا، على غرار ما حدث مع النماذج الأولى من طائرات F-١٥ المبيعة إلى تركيا أو السعودية.

طائرات F-٣٥ هى حلم بعيد نسبيًا بالنسبة للسعودية، فحتى عند توقيع صفقات الأسلحة مع رئيس الولايات المتحدة، ستظل بحاجة إلى اجتياز عدة عقبات، مثل موافقة البنتاجون، الذى من غير المرجح أن يُوافق عليها بالكامل.

كما أنه لكى تحصل السعودية على الطائرة، عليها استيفاء العديد من الشروط، مثل المطارات التى تهبط بها، أنظمة التشغيل، الصيانة، الطيارين، والعديد من الاشتراطات الأمريكية الصعبة، التى على سبيل المثال عطلت تسليم الطائرات F-٣٥ للإمارات واليونان من قبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق