دراسة: النوم أقل من 6 ساعات يوميًا يزيد خطر الإصابة بالسمنة والسكري

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُظهر الأدلة العلمية الحديثة أن النوم لم يعد مجرد وسيلة للراحة، بل أصبح عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على توازن الجسم ووظائفه الحيوية، خصوصًا ما يتعلق بعملية الأيض وتنظيم مستويات الطاقة، وتشير الدراسات إلى أن الاعتماد على خمس أو ست ساعات فقط من النوم كل ليلة قد يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة تتجاوز التعب والإرهاق، لتصل إلى زيادة واضحة في احتمالات الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني.

ويُعد النوم أحد المحركات الأساسية لتنظيم الهرمونات التي تتحكم في الشهية، والجلوكوز، وإفراز الأنسولين،  فعندما ينام الشخص أقل من سبع ساعات، يحدث اضطراب في عمل هذه الهرمونات، ما يؤدي إلى خلل في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، وبالأخص السكر. 

ومع مرور الوقت، تتراكم هذه الاضطرابات لتشكل حلقة متشابكة من المشكلات، تبدأ بزيادة الشهية للأطعمة عالية السعرات وتنتهي بمقاومة الأنسولين.

وتشير الأبحاث إلى أن عدة ليالٍ من النوم القصير- نحو أربع أو خمس ساعات- كافية للتأثير على امتصاص العضلات للجلوكوز، إذ تتراجع قدرة الخلايا العضلية على إدخال الجلوكوز إليها، في الوقت الذي يزيد فيه الكبد من إنتاج السكر، وينخفض إفراز الأنسولين، ما يُصعّب على الجسم التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم. 

ومع هذا الخلل، يرتفع مستوى الالتهابات في الجسم ويزداد إنتاج هرمون الكورتيزول، وهو ما يعزز بدوره مقاومة الأنسولين.

ولا يقف تأثير قلة النوم عند مستوى الأيض فقط، بل ينعكس مباشرة على الشهية، فالنوم المحدود يرفع هرمون الجريلين المسؤول عن الجوع، بينما يخفض اللبتين المسئول عن الشعور بالشبع. 

ونتيجة لذلك، يصبح الفرد أكثر ميلًا لتناول كميات أكبر من الطعام، خصوصًا الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات. 

وتؤكد دراسات دقيقة أن استهلاك السعرات الحرارية قد يزيد بنسبة تصل إلى 20% في حالات الحرمان من النوم، ما يؤدي على المدى البعيد إلى تراكم الدهون الحشوية- وهي الأخطر على الصحة - وتدهور التحكم في نسبة السكر في الدم.

كما تُظهر أبحاث واسعة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من ست ساعات يوميًا معرضون لارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 28% مقارنةً بمن ينامون مدة كافية، ويرتبط ذلك باضطراب الساعة البيولوجية في الكبد والأنسجة الدهنية والعضلات، ما يجعل الجسم أقل قدرة على حرق الدهون وأكثر ميلًا للاحتفاظ بها.

وتخلص الدراسة إلى أن النوم غير الكافي يمثل عامل خطر صامت قد لا يلاحظه الكثيرون، لكنه مع مرور الوقت يغير مسار التوازن الهرموني، ويزيد الجوع، ويضعف التعامل مع الجلوكوز، ما يجعله في مقدمة مسببات السمنة والسكري، ولذلك، يُعد ضمان نوم كافٍ وعميق ليلًا إحدى أهم الاستراتيجيات الوقائية لتعزيز الصحة العامة ومنع الأمراض المزمنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق