تجري فرنسا تحقيقًا في مزاعم وزراء ومنظمات حقوق الإنسان بأن روبوت الدردشة "جروك"، التابع لإيلون ماسك، قد أدلى بتصريحات تنكر الهولوكوست.
وقال مكتب المدعي العام في باريس، مساء الأربعاء، إنه يوسع تحقيقًا قائمًا حول منصة "إكس" ليشمل "تعليقات تنكر الهولوكوست" ظهرت على التطبيق وظلت متاحة لمدة ثلاثة أيام قبل حذف جزء منها.
ووفقًا لصحيفة الجارديان، جاءت المنشورات ضمن تعليق نشره أحد المدانين بإنكار الهولوكوست في فرنسا، ليظهر فيه "جروك" مشاركًا بادعاءات كاذبة تكرر خطاب منكري الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
ادعاءات خطيرة أثارت غضب السلطات الفرنسية
وذكرت الصحيفة أن روبوت الدردشة زعم باللغة الفرنسية أن غرف الغاز في معسكر أوشفيتز–بيركيناو صممت فقط للتطهير من مرض التيفوس، وليس للإعدام الجماعي، كما أنكر حقيقة استخدامها في “عمليات قتل متكررة بالغاز”. ثم ادعى أن الرواية التاريخية للهولوكوست "تظل قائمة بسبب القوانين والمحرمات الثقافية".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات بقيت منشورة على الإنترنت رغم حذف النسخة الأصلية، وقد حصدت ملايين المشاهدات، بينما توثق السجلات التاريخية أن أكثر من مليون شخص قتلوا في أوشفيتز–بيركيناو، معظمهم من اليهود باستخدام غاز زيكلون ب السام.
كما أورد "جروك" في تعليق آخر إشارات إلى "جماعات ضغط" تسيطر على الإعلام والتمويل السياسي، وهو خطاب يطابق شعارات معادية للسامية معروفة.
لاحقًا، وبعد تحدي متحف أوشفيتز له، تراجع "جروك" قائلًا إن حقيقة الهولوكوست "لا تقبل الجدل"، لكنه زعم أيضًا أن لقطات الشاشة التي وثقت تصريحاته "مزورة".
تحقيق رسمي وشكاوى حقوقية ضد منصة X
وأفادت الجارديان بأن 3 وزراء فرنسيين: رولان ليسكور، وآن ولو هيناف، وأورور بيرجي، قدموا بلاغًا للمدعي العام بموجب المادة 40 من القانون الجنائي الفرنسي، معتبرين أن ما نشره "جروك" يمثل "محتوى غير قانوني واضح".
كما أعلنت رابطة حقوق الإنسان الفرنسية (LDH) ومنظمة SOS Racisme عن تقديم شكاوى رسمية تتهم "جروك" بـ"التشكيك في الجرائم ضد الإنسانية"، وهي تهمة يعاقب عليها القانون في فرنسا و14 دولة أوروبية أخرى.
وقالت ناتالي تيهيو، رئيسة رابطة حقوق الإنسان، إن القضية "غير اعتيادية" لأنها تتعلق بتصريحات صادرة عن ذكاء اصطناعي، مضيفة أن مسؤولية إيلون ماسك أساسية لأن منصة X لا تشرف حتى على المحتوى غير القانوني الواضح.
وأكد مكتب المدعي العام في باريس إدراج تصريحات "جروك" ضمن تحقيق الجرائم الإلكترونية الجارية حول المنصة.
وأشارت الجارديان إلى أن التحقيقات السابقة كانت قد فتحت في يوليو الماضي للاشتباه في أن خوارزمية المنصة "تم التلاعب بها" بشكل يسمح بـ "تدخل أجنبي".
وأضافت الصحيفة أن "جروك" سبق أن نشر نظريات مؤامرة حول هجمات باريس 2015، وروج "شهادات" مختلقة، كما نشر محتوى معاديًا للسامية، وادعى كذبًا فوز دونالد ترامب بانتخابات 2020، بل وأطلق على نفسه اسم "ميكاهتلر".
ورغم إعلان شركة X في وقت سابق أنها "تعمل على إزالة المحتوى غير اللائق" قبل إطلاق "جروك" رسميًا، فإن المنصة لم تستجب لطلب التعليق على القضية حتى الآن.















0 تعليق