قال الباحث السياسي اللبناني سامر كركي إن بلاده تعيش واحدة من أصعب المراحل في تاريخها الحديث في ظل عجز الدولة اللبنانية على المستوى الدبلوماسي عن تحقيق أي خرق أو ممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لدفعها إلى الانسحاب، رغم انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني، بينما بقي الاحتلال مصراً على مواصلة اعتداءاته وعملياته العسكرية دون تراجع.
وأضاف كركي، في تصريحات لـ"الدستور" أن إسرائيل لم تكتف بعدم الانسحاب، بل ذهبت إلى مزيد من “العربدة” ورفع مستوى الضربات والمجازر، في محاولة لخلق واقع جديد يهدف إلى جرّ لبنان إلى مفاوضات مهينة، يكون المطلوب منها وفق وصفه إذلال الجانب اللبناني وفرض معادلة تقسيمية جديدة للجنوب، تقوم على اعتبار منطقة جنوب الليطاني منطقة عسكرية، والمنطقة الواقعة بين الليطاني والحدود الشمالية كمنطقة أمنية تسمى “شمال الليطاني”.
الهدف الاسرئيلي وضع لبنان محتلة ودفع للاستسلام والضغوط
وأكد الباحث السياسي أن الهدف الإسرائيلي هو وضع لبنان على “ركبتيه”، ودفعه للاستسلام أمام هذه الضغوط، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً جوياً أكثر وحشية من جانب الطيران الإسرائيلي، عبر ضربات أشد قسوة وأعلى كثافة، إضافة إلى محاولة “جرح حزب الله” لاختبار قدراته وقياس ما تبقى لديه من إمكانات بعد سلسلة الضربات الأمنية والتقنية والاستخباراتية التي تعرّض لها خلال الفترة الماضية.
وبين كركي أن العمليات البرية من قبل إسرائيل مستبعدة، لأن الجيش الإسرائيلي بحسب تقديره “تكسر برياً خلال حرب ستة وستين يوماً”، ولم ينجح حتى في تثبيت نقطة واحدة على خطوط التماس الأمامية، ما يجعل أي مغامرة برية جديدة شبه مستحيلة بالنسبة له.
وأشار إلى أن إسرائيل ستعمد إلى تكثيف ضغوطها عبر آلة إعلامية وسياسية داخل لبنان، تعمل للأسف بشكل يتقاطع مع مصالح الاحتلال إلى حدود معينة، من خلال خطاب يحاول دفع اللبنانيين إلى القبول بمسار تفاوضي تحت عنوان “السلام”، بينما هو في الواقع عملية إخضاع سياسية.
كما حذّر من احتمال توظيف الوضع الأمني الداخلي كوسيلة ضغط إضافية، موضحاً أن لبنان اليوم “مفتوح على أكثر من جهاز مخابرات قادر على تفجير الوضع من الداخل”، بالتوازي مع حملة إعلامية ضخمة تعمل في اتجاه واحد: تهيئة الرأي العام اللبناني للقبول بمفاوضات مع إسرائيل.
وختم كركي تصريحه بتأكيده أنه لن يتحدث عن فائض قوة أو مضاعفة قوة المقاومة اللبنانية لكنه شدد على حقيقة ثابتة، قائلاً: “إذا فُرضت المعركة على المقاومة، فهي ستقاتل حتى آخر نفس.















0 تعليق