كشفت منظمة سويسرية مستقلة، "بابليك آي" (Public Eye)، في تحقيق حديث عن أن شركة "نستله" ما تزال تضيف السكر إلى معظم حبوب الأطفال "سيريلاك" المباعة في إفريقيا، ما قد يعرض صحة الأطفال لخطر البدانة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.
وأكد التقرير، الذي نشرته صحيفة الغارديان، أن أكثر من 90% من عينات منتجات الرضع تحتوي على سكريات مضافة، بمتوسط 6 غرامات لكل حصة، أي ما يعادل ملعقة صغيرة ونصف.
تباين واضح مع المنتجات في الدول الغنية
وأشار التحقيق إلى ازدواجية المعايير بين الأسواق: فمنتجات "سيريلاك" في الدول الإفريقية وآسيا وأمريكا اللاتينية تحتوي على سكر مضاف، بينما المنتجات المماثلة في الدول الغنية خالية من السكر.
وأكدت منظمات إفريقية مشاركة في التحقيق أن "نستله تعرف كيف تفعل الأمور بشكل مختلف، لكنها قررت عمداً إطعام الأطفال بخيارات أقل صحة"، معتبرين أن هذا يمثل "كارثة صحية عامة يمكن الوقاية منها".
رد "نستله" وادعاءات الالتزام بالقوانين
من جانبها، رفضت شركة "نستله" الاتهامات، ووصفت تقرير "بابليك آي" بأنه مضلل، مؤكدة أن جعل الحبوب مستساغة للرضع أمر حيوي لمكافحة سوء التغذية.
وقالت بيجي ديبي، رئيسة الشؤون المؤسسية العالمية في قسم التغذية، إن منتجات الشركة تتوافق مع اللوائح الوطنية والدولية، بما في ذلك معايير "دستور الغذاء" الدولية (Codex Alimentarius).
وأوضحت الدكتورة سارة كولومبو موتاز، رئيسة الشؤون الطبية والتنظيمية والعلمية العالمية، أن الشركة تضع ضوابط داخلية للحد من السكريات المضافة لضمان نمو صحي للرضع.
أرقام ومخاطر صحية
أظهر تحليل العينات أن كمية السكر تتراوح بين 5 غرامات لكل حصة في مصر ومدغشقر وجنوب إفريقيا ومالاوي ونيجيريا، وصولاً إلى 7.5 غرام في كينيا.
ومن المعروف أن منظمة الصحة العالمية توصي بعدم إضافة السكريات لأغذية الأطفال دون سن الثالثة، لتجنب تكوين تفضيلات طويلة الأمد للأطعمة المحلاة وزيادة مخاطر السمنة وأمراض القلب والسكر في المستقبل.
خطوات مستقبلية
وأعلنت "نستله" أنها بدأت في طرح منتجات خالية من السكر في الأسواق الإفريقية، بعد أن أطلقت 14 نوعاً من "سيريلاك" دون سكر مضاف في الهند العام الماضي.
ومع ذلك، يظل السؤال مطروحاً حول مدى سرعة التوسع في إزالة السكريات المضافة من الأسواق الأكثر هشاشة، ومدى التزام الشركة بالصحة العامة مقابل أهداف الربح.
رقابة صارمة على شركات الأغذية
بينما ترى "نستله" أن التركيز يجب أن يكون على مكافحة سوء التغذية، تحذر منظمات حقوقية وأفريقية من أن إضافة السكر للأطفال الأفارقة لأغراض التسويق والربح يمثل تهديداً صحياً واسع النطاق، ويؤكد ضرورة رقابة صارمة على شركات الأغذية العالمية لحماية الفئات الأضعف.

















0 تعليق