أعلنت الصين الانتهاء رسميًا من المرحلة الأولى من تجارب تكنولوجيا الجيل السادس "6G"، في خطوة تعد من أبرز محطات سباق الاتصالات العالمي خلال العقد المقبل.
تطوير الشبكات
وسجلت بكين بتلك الخطوة أكثر من 300 تقدمًا تقنيًا، بحسب ما أوردته وكالة "شينخوا" الصينية ومصادر تقنية دولية متخصصة.
وأشارت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، إلى أن المرحلة الأولى من التجارب شاركت فيها أكثر من 100 شركة ومؤسسة بحثية، في إطار برنامج وطني واسع لتطوير شبكات المستقبل.
وبحسب وكالة "شينخوا"، فإن هذه المرحلة ركزت على “أساسيات البنية العلمية لـ"6G"، بما يشمل تجارب التيراهيرتز، الاتصالات الضوئية، تحسين ثبات الإشارات، تقنيات رفع كفاءة الطيف، وتقليل زمن نقل البيانات داخل الشبكة.
وكشفت تقارير تقنية دولية مثل "TechXplore" وتقارير من منصات إلكترونية متخصصة في الإلكترونيات الدقيقة داخل الصين، أحد أبرز إنجازات المرحلة الأولى وهو تطوير رقاقة اتصالات متقدمة قادرة على العمل عبر نطاق واسع يبدأ من 0.5 جيجاهرتز وحتى 115 جيجاهرتز.
ونجحت الرقاقة في تحقيق سرعات تتجاوز 100 جيجابت في الثانية في بيئات اختبارية، إضافة إلى قدرة على التبديل بين الترددات بزمن لا يتجاوز 180 ميكروثانية، وهو ما يعد – وفق الخبراء – مؤشرًا مبكرًا على تطور الجيل السادس في مجالات مثل القيادة الذاتية الفورية والاتصالات فائقة الكمون المنخفض.
ونوهت صحيفة "South China Morning Post" التي تابعت تطورات المشروع، إلى أن التقدم الصيني في رقائق الاتصالات المدمجة ضوئيًا وإلكترونيًا؛ يعكس توجهًا لإنتاج منصات اتصال جديدة بالكامل، تتجاوز حدود بنية "5G" التقليدية.
هذا وتستعد الصين الآن للانتقال إلى المرحلة الثانية؛ حيث سيتم وضع معايير الشبكات، وبروتوكولات الاتصال، وقواعد إدارة الطيف، عبر لجان عمل ترتبط بمجموعة "IMT-2030" المعنية بوضع تصور عالمي لمعايير الجيل السادس؛ وذلك لتحويل النتائج البحثية الأولية إلى معايير قابلة للتنفيذ، بحسب وكالة "شيخو".
أما المرحلة الثالثة، فتتضمن – بحسب وزارة الصناعة الصينية – بدء إنشاء شبكات تجريبية في بعض المدن، وتطوير محطة قاعدية من الجيل الجديد وهوائيات ذكية تعمل بترددات التيراهيرتز، يليها اختبارات تقييم الموثوقية وكفاءة الطاقة.
ويرى خبراء الاتصالات أن إعلان الصين يعزز التحركات العالمية نحو "6G"، لكن الطريق نحو التشغيل التجاري ما يزال طويلًا؛ إذ تعتمد المرحلة النهائية على التعاون الدولي في وضع المعايير، وترقية البنية التحتية، وتوفير تقنيات قادرة على العمل باستهلاك طاقة أقل من الأجيال السابقة.
وذهبت تقديرات مجموعة "IMT-2030"، إلى أن التجارب الواسعة للجيل السادس قد تبدأ في نهاية العقد الحالي، فيما قد يتأخر إطلاق الخدمات التجارية حتى عام 2030 وما بعده، تبعًا لتطور البنية التحتية وحجم التنسيق الدولي.











0 تعليق