قالت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، إن النسخة السادسة من الدليل السكاني الصادرة 2024 كشفت عن تصنيف 74 منطقة باعتبارها مناطق حمراء تحتاج إلى تدخل عاجل، استنادًا إلى ضعف نتائج 29 مؤشرًا سكانيًا رئيسيًا.

وأضافت عبلة لـ"الدستور" أن هناك 195 منطقة صفراء تمثل نحو 70% من إجمالي المناطق على مستوى الجمهورية، وهي مناطق تحتاج إلى تدخل متوسط المدى، في حين تم تصنيف 14 منطقة خضراء فقط تمثل 5% من إجمالي المناطق، لما تتمتع به من مؤشرات جيدة في مختلف الجوانب السكانية والتنموية.

وأشارت إلى أن الوزارة وضعت خطة تنفيذية شاملة لتحسين المؤشرات السكانية، بدأت بمرحلة تجريبية في 19 منشأة، تمهيدًا للتوسع لتشمل جميع المناطق الحمراء، وذلك بالتوازي مع تطوير مؤسسي للمجلس القومي للسكان وتفعيل دوره في المحافظات.

وأضافت أن الخطة تضمنت التنسيق مع 37 وزارة وهيئة لضمان تكامل الجهود، إلى جانب رفع كفاءة مراكز الرعاية الصحية الأولية باعتبارها نقطة الالتقاء الأولى مع السيدات، لتقديم خدمات المشورة والرعاية الصحية والإنجابية بشكل متكامل.

ولفتت نائب الوزير إلى أن الجهود المتواصلة أثمرت عن تحويل 31 منطقة من حمراء إلى صفراء خلال عام واحد، ما أدى إلى انخفاض عدد المناطق الحمراء من 74 إلى 43 منطقة فقط، وارتفاع عدد المناطق الصفراء من 195 إلى 218 منطقة، إلى جانب زيادة المناطق الخضراء من 14 إلى 24 منطقة.

وأشارت إلى أنه ارتفع عدد المحافظات الخالية من المناطق الحمراء من 3 إلى 7 محافظات، بخروج محافظات مثل بني سويف، الأقصر، دمياط، والوادي الجديد من قائمة التدخلات القصوى، مؤكدة أن هذه النتائج بأنها غير مسبوقة وتعكس حجم التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، مؤكدة أن التطور السريع في المؤشرات السكانية يبرهن على فاعلية النهج القائم على التخطيط الميداني والتكامل المؤسسي.

وأضافت الدكتورة عبلة الألفي أنه تم إطلاق برامج ميدانية لتمكين الفتيات والمراهقات، تهدف إلى توعيتهن بحقوقهن التعليمية والصحية، من خلال شراكات مع المجتمع المدني ورجال الدين، مع التركيز على المناطق الحمراء لتقليل الفجوات التنموية وتحقيق العدالة الاجتماعية، لافتة إلى أن الوزارة قامت بتطوير 41 منطقة حمراء عبر إنشاء مراكز رعاية أولية مجهزة، وتنفيذ برامج توعية بالصحة الإنجابية وتنمية الأسرة، إلى جانب تدريب العاملين على مهارات المشورة المتكاملة لضمان جودة الخدمات المقدمة.

وأكدت نائب وزير الصحة أن الإنجازات التي تحققت جاءت بفضل التعاون والتكامل بين مختلف الجهات الحكومية والمجتمع المدني، مشددة على أن القضية السكانية مسؤولية وطنية مشتركة تتطلب تضافر الجهود.

ودعت إلى استمرار تعزيز الشراكات المجتمعية والمؤسسية لتطوير خدمات الصحة الإنجابية وتنفيذ الحملات التوعوية، بما يضمن وصول المعرفة والخدمات إلى الفئات الأكثر احتياجًا، خاصة فئة الشباب والفتيات في مختلف أنحاء الجمهورية.