شهدت الساحة الدولية مفاجأة سياسية بعدما كشفت وكالة "أسوشيتد برس" انضمام وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو، إلى المجلس الاستشاري لشركة الدفاع الأوكرانية "فاير بوينت"، إلى جانب ثلاث شخصيات دولية بارزة، خطوة تعكس انتقاله من العمل الدبلوماسي إلى قلب الصناعات العسكرية في بلد يشهد حربًا مفتوحة مع روسيا.
شركة صاعدة… وصواريخ تضرب العمق الروسي
تُعد "فاير بوينت" واحدة من أبرز شركات الدفاع في أوكرانيا، وهي معروفة بإنتاج طائرات مسيرة بعيدة المدى وصواريخ كروز قادرة على استهداف مواقع داخل العمق الروسي.
ورغم عدم الإفصاح عن موقع مصانعها لأسباب أمنية، سمحت الشركة لفريق "أسوشيتد برس" بزيارة أحد مصانعها حيث يُجمع صاروخ "فلامنجو – FP-5"، الذي تم استخدامه فعليًا في أربع عمليات قتالية، بينها ضرب قاعدة تابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي في القرم.
خطط توسع طموحة رغم التحقيقات الجارية
تسعى "فاير بوينت" إلى مضاعفة قدرتها الإنتاجية، وإطلاق خطوط جديدة لصواريخ كروز، وإنشاء مصنع في الدنمارك لتأمين مكوّنات حرجة لوقود الصواريخ. وتعتزم الشركة تعويض النقص في الصواريخ الغربية بدرجة إنتاج أكبر لصواريخها المحلية، بعد نجاح مسيرتها FP-1 التي حظيت بتقييم عسكري مرتفع.
وتتوقع الشركة، تحقيق إيرادات تقارب مليار دولار هذا العام، ما يضعها في موقع متقدم ضمن الصناعات الدفاعية الأوكرانية.
ظلّ الفساد يلاحق الشركة
ورغم صعودها الصاروخي، تواجه "فاير بوينت" تدقيقًا مكثفًا من الجهات الأوكرانية لمكافحة الفساد.
التحقيقات تركز على احتمال المبالغة في أسعار المكونات وعدد المسيرات ضمن عقود وزارة الدفاع، إلى جانب فحص صلات محتملة مع رجل الأعمال تيمور مينديتش، المقرب من الرئيس زيلينسكي والمتورط في قضايا فساد.
وتؤكد الشركة، أن صواريخ "فلامنجو" ليست جزءًا من التحقيق، مشددة على أنها تعمل بشفافية تامة وتدعم الإجراءات الرقابية.
التزام بالشفافية وتدقيق دولي مستقل
إيرينا تيريخ، رئيسة قسم التكنولوجيا، أكدت أن الشركة تدعم التحقيقات بشكل كامل، كاشفة أن "فاير بوينت" استعانت بشركة دولية كبرى لإجراء تدقيق مستقل في الأسعار والإنتاج بهدف تهدئة المخاوف.
كما تشدد الشركة على أنها تعمل ضمن بروتوكولات صارمة تفرضها الأحكام العرفية، وأنها لا تخفي شيئًا، وفق ما يؤكد مسؤولوها.
نموذج دنماركي جديد لتمويل التسليح الأوكراني
تستفيد "فاير بوينت" من ما يُعرف بالنموذج الدنماركي الذي يتيح للحكومات الأجنبية تمويل الشركات الأوكرانية الدفاعية مباشرة، دون شراء الأسلحة كمعونات.
وتعتبر الشركة أن هذا النموذج ساعدها على حل أزمة توفير وقود الصواريخ الصلب عبر مصنعها في الدنمارك.
ملكية غامضة… وأسماء متشابكة
ورغم أن السجلات الرسمية تشير إلى أن رجل الأعمال يِهور سكاليها هو المالك القانوني للشركة، يؤكد مؤسسها دينيس شتيلرمان أنه يمتلك الحصة الأكبر، وأن سكاليها لا يملك سوى 2% فقط من الأسهم.
انضمام بومبيو إلى شركة "فاير بوينت" يفتح فصلًا جديدًا في مسار المسؤول الأمريكي السابق، ويضعه في قلب ملف دفاعي معقّد يتقاطع فيه سباق التسلح، والضغوط الأمنية، والصعود السريع لشركات الحرب.

















0 تعليق