انطلقت، مساء أمس الأول، أولى حلقات برنامج «دولة التلاوة»، الذى يعد أحد أهم مشروعات وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لاكتشاف ورعاية المواهب المتميزة فى تلاوة القرآن الكريم، وإبراز أصالة المدرسة المصرية وتفردها فى التلاوة، فى إطار أعم وأشمل لـ«بناء الإنسان المصرى» وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ويُعرض برنامج «دولة التلاوة» على قنوات: «الحياة» و«CBC» و«الناس» و«مصر قرآن كريم»، إلى جانب منصة «WATCH IT»، وذلك فى التاسعة مساء يومىّ الجمعة والسبت من كل أسبوع.
وأبدع الشيخ ياسين التهامى، عميد المنشدين، فى أداء «تتر» برنامج «دولة التلاوة»، ليسهم بصوته المميز فى إضفاء جو من الروحانية والجاذبية على البرنامج، قبل بدء التنافس القرآنى بين المتسابقين، الذى أثار إعجاب عدد كبير من المشاهدين فانبروا للإشادة بالبرنامج عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى.
ابن الدقهلية يحصل على أعلى درجة.. ولجنة التحكيم للمغادرين: «ليست النهاية»
حصل المتسابق محمود كمال الدين، من محافظة الدقهلية، على أعلى الدرجات بمجموع ٢٧٠ درجة، يليه على أحمد عثمان بـ٢٦٦ درجة، وخالد عطية عبدالخالق بـ٢٦٥ درجة، وعمر على عوض بـ٢٦٢ درجة، وحجز المتسابق شهاب أحمد حسن مقعده للمرحلة التالية بـ٢٥٨ درجة.
وفى المقابل، ودّع المتسابق على إيهاب على عطية المسابقة، بعد حصوله على ٢٥٥ درجة، وكذلك المتسابق محمد الدالى، الذى حصل على ٢٥٦ درجة.
ووجهت لجنة تحكيم برنامج «دولة التلاوة» نصيحة لمن لم يحالفه الحظ بالمسابقة، قائلة: «مش معنى إنك لم تفز بالمسابقة إن إنت مش حلو، لا بالعكس إنت جميل وهتكون أجمل، ودى مش النهاية».
من جهته، قال الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، إن «مسابقة (دولة التلاوة) هى روح وصفحة جديدة، وفجر جديد يشرق من أرض الكنانة مصر، ويجمع المواهب والحناجر الذهبية الفاخرة، من خلال ١٤ ألف متسابق تباروا وتنافسوا فيما بينهم من مختلف الجمهورية، وتمت التصفية على مدى زمنى طويل حتى وصلنا لذروة المسابقة».
وأضاف «الأزهرى»: «الغرض من المسابقة تقديم موجة جديدة من المدرسة المصرية الأصيلة فى التلاوة والابتهال والإنشاد والأذان»، مؤكدًا أنه «لطالما طرب المصريون والعالم، حلّقوا فى آفاق وأنوار الكريم، عندما استمعوا لشيوخنا العظام».
الصاعدون للمرحلة التالية يتحدثون لـ«الدستور»: لا شرف يضاهى حفظ كتاب الله والفوز فى مسابقة دينية
أعرب خالد عطية، ابن محافظة الشرقية، عن سعادته بوصوله إلى هذه المرحلة من التصفيات فى المسابقة، التى أعادت لمصر مكانتها المستحقة فى تلاوة القرآن الكريم.
وقال إن مثله الأعلى هو الشيخ محمد عمران والشيخ مصطفى إسماعيل، كما يحب الاقتداء بقّراء ومبتهلى الرعيل الأول، مثل الشيخ كامل يوسف البهتيمى، والشيخ المنشاوى، والشيخ عبده عبدالراضى، وغيرهم من كبار قراء هذا الجيل.
وبخصوص طموحه، أكد خالد عطية أن آماله لا تتوقف، ويسعى لتحقيق أولى خطواته بالتقدم لاختبارات إذاعة القرآن الكريم، خاصة بعد إشادة كل من يستمع إليه ونصحهم له بالتقدم للإذاعة فى أقرب وقت.
من جهته، وجّه الشيخ على أحمد عثمان، الشهير بالشيخ على النمس، ابن قرية الفنت التابعة لمركز الفشن بمحافظة بنى سويف، الشكر إلى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على إطلاق برنامج «دولة التلاوة» بالتعاون مع وزارة الأوقاف. وقال إن البرنامج يمثل خطوة كبيرة ومهمة، ومشروعًا فخمًا يهدف إلى اكتشاف المواهب فى القرى والنجوع التى لم تحظَ بالاهتمام من قبل، مشيدًا بالدعم الذى تقدمه «المتحدة» للقرآن الكريم وأهله، وتمكينهم من المشاركة فى هذا المشروع القرآنى المتميز، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، موجّهًا الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى على دعمه الشباب وحرصه على إبراز مواهبهم.
وعن مشاركته فى مسابقة «دولة التلاوة»، كشف الشيخ على عثمان عن أنه علم بالمسابقة عبر أصدقائه الذين أخبروه بأن وزارة الأوقاف ستنظم مسابقة لاكتشاف المواهب بالتعاون مع الشركة المتحدة، مضيفًا أنه تردد فى البداية معتبرًا التقديم خطوة صعبة خوفًا من عدم النجاح، إلا أن والدته شجعته قائلة: «لعل وعسى ربنا يكرمك».
وتقدم بالفعل للاختبارات التى أقيمت بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة وسط ١٤ ألف متسابق، واجتاز مراحل التصفية أمام كبار القراء، وعلى رأسهم الشيخ عبدالفتاح الطاروطى والدكتور أحمد نعينع، حتى وصل إلى المنافسات النهائية ضمن ٣٢ موهبة.
وأشار «الشيخ على» إلى أنه نشأ فى بيت يحتفى بالقرآن الكريم؛ فوالده كان صاحب أول «كُتّاب» فى القرية، وتولى بنفسه تحفيظه القرآن وتأهيله منذ الصغر، إذ كان يمتلك موهبة الصوت، وكان والده يصطحبه إلى المآتم، حيث كان يقلّد أصوات كبار القراء بمركز الفشن، لينال إعجاب الحاضرين وتشجيعهم لصوته الجميل.
وقال إنه بدأ شهرته فى مركز الفشن عبر مشاركته فى الليالى القرآنية، ثم اتجه لدراسة القراءات العشر الصغرى والكبرى، التى استغرقت خمس سنوات على يد أحد المشايخ، وكان يذهب إليه يوميًا فى السادسة صباحًا.
من جانبه، أكد الطفل عمر على عوض أن أسرته كانت الداعم الأكبر له، خاصة والدته التى تساعده دائمًا فى الحفظ والمراجعة، ووالده الذى كان سندًا وملهمًا له، موضحًا أن نصيحتهما الدائمة: «عليك بالقرآن، فهو طريق الفلاح والنور».
وأضاف أن له قدوة فى كبار شيوخ التلاوة، على رأسهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والحصرى، والمنشاوى، والبنا، ومصطفى إسماعيل، متمنيًا أن يسير على نهجهم فى الإحساس والتمكن، وأن ينال محبة الله والناس.
وتحدث «عمر» عن أول ظهور له على مسرح المسابقة قائلًا: «شعرت بتوتر شديد، وكان قلبى ينبض سريعًا، لكن بمجرد أن بدأت التلاوة شعرت براحة وسكينة وكأن القرآن هو من يقودنى، فانتقلت إلى عالم آخر مع كلام الله».
وأشار الطفل الملقب بـ«المعجزة» إلى أنه لم يتابع ردود الأفعال على السوشيال ميديا بعد الحلقة الأولى، وأن والده هو من كان ينقلها إليه، وكانت جميعها إيجابية وداعمة.
وأعرب عن أمنيته بأن يتقبل الله جهده، وأن يكون القرآن نورًا له وشفاعة يوم القيامة، وأن يكرم والديه بتاج الوقار.
وفى نهاية حديثه، تقدم بالشكر للدكتور أسامة الأزهرى على رعايته ودعمه، معتبرًا هذا التكريم مسئولية عظيمة يسعى ليكون أهلًا لها، متمنيًا مواصلة خدمة كتاب الله ورفع اسم مصر فى ميادين التلاوة والمحافل الدولية.
وأعرب محمود كمال الدين محمود محمد، أحد أبناء محافظة الدقهلية، عن فخره واعتزازه بالمشاركة فى مسابقة للقرآن الكريم، مؤكدًا أنه لا يوجد شرف يضاهى شرف حفظ كتاب الله والفوز فى مسابقة دينية.
وأضاف أنه بدأ حفظ القرآن فى سن السادسة، وأتم حفظه كاملًا وهو فى التاسعة من عمره، موضحًا أن هذه الرحلة كانت الأساس الذى انطلقت منه موهبته فى التلاوة.
وأكد أن آراء لجنة التحكيم دافع حقيقى له خلال الحلقات المقبلة، وتشجعه على التطور للوصول إلى المراحل النهائية، وقال: «لازم أجتهد عشان أوصل لمكان أفضل».
كما ناشد الأهالى ضرورة تحفيظ أبنائهم القرآن منذ الصغر، لما لذلك من أثر كبير فى بناء القيم والأخلاق.
وبخصوص طموحه، أوضح أنه يتطلع لأن يصبح قارئًا مشهورًا، ليتمكن من توظيف تلاوته القرآن الكريم فى نشر القيم والرسائل الأخلاقية داخل المجتمع.
تكريم الشيخ محمود خليل الحصرى
كرّم برنامج «دولة التلاوة»، فى أولى حلقاته، صوتًا خالدًا حفرت تلاوته مكانًا فى وجدان الأمة، هو الشيخ محمود خليل الحصرى، شيخ مشايخ القراء، الذى وُلد فى قرية شبرا النملة بالغربية، وحفظ القرآن الكريم كاملًا وهو فى سن العاشرة، ليصبح رمزًا للموهبة القرآنية الفريدة. وبدأ الشيخ الحصرى مسيرته القرآنية فى مقر سيدى أحمد البدوى بطنطا، ثم التحق بالإذاعة المصرية عام ١٩٤٤، وكرّس حياته لخدمة القرآن بالتلاوة والمراجعة والتصحيح، وفى ١٨ سبتمبر ١٩٦١ سجّل المصحف المرتل لأول مرة بصوته، ووزعت نسخ منه على عواصم العالم، إضافة لمنظمة «يونسكو» والكونجرس الأمريكى، ليصبح أول قارئ رتّل المصحف بطريقة المصحف المفسّر، حيث تُتلى الآيات مصحوبة بتفسيرها، ما جمع بين جمال التلاوة والتعليم.













0 تعليق