اعتبر الدكتور إحسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية، أن توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قانون التمويل الحكومي يمثل استسلامًا سياسيًا لصالح الحزب الديمقراطي، رغم فشل الأخير في تحقيق مطالبه الكاملة بشأن تمديد الدعم الفيدرالي للتأمين الصحي.

وأوضح "الخطيب"، في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الديمقراطيين سعوا إلى تحويل الدعم المؤقت الذي أُقرّ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما إلى دعم دائم؛ بهدف مساعدة الفئات الفقيرة على شراء التأمين الصحي، خاصة بعد انتهاء فترة جائحة كورونا، إلا أن الحزب الجمهوري رفض ذلك، ما دفع الديمقراطيين إلى محاولة الضغط عبر الإغلاق الحكومي، الذي استمر لفترة هي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.

وأضاف أن الحزب الديمقراطي، رغم عدم تحقيقه مكاسب مباشرة، حصل على وعد من الجمهوريين بإعادة النظر في ملف التأمين الفيدرالي، مشيرًا إلى أن هذا التراجع قد يؤثر على شعبية الديمقراطيين في الانتخابات النصفية المقبلة عام 2026، خاصة في ظل تضرر عدد كبير من موظفي الحكومة الفيدرالية، الذين يعدون من القاعدة الداعمة للحزب الديمقراطي.

ولفت إلى أن الأزمة الأخيرة كشفت عن خلل في ثقة الناخبين بقدرة الكونجرس على إدارة الملفات الحيوية، في ظل استمرار الانقسامات الحادة بين الحزبين حول أولويات الإنفاق والميزانية، مشيرًا إلى أن النظام الأمريكي، رغم دعوته للتفاهم بين الأحزاب، يواجه تقلبات سياسية متسارعة تؤثر على استقرار الحكم.