مع إمكانية إنتشاره من جديد... تطوير دواء لمرض خطير وهذه نسبة الشفاء فيه

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ذكرت صحيفة "Financial Times" البريطانية أن "علماء نجحوا في تطوير دواء مضاد للملاريا طال انتظاره، يهدف إلى مواجهة مقاومة الأدوية المتزايدة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وهو ما يعزز الجهود المبذولة لمكافحة المرض في الوقت الذي تهدد فيه تخفيضات الإنفاق الصحي العالمية بتسريع انتشاره. وبحسب المطورين بقيادة شركة نوفارتيس السويسرية للأدوية (Novartis)، فإن العلاج الجديد من شأنه أن يساعد في الحد من انتقال الطفيليات التي ينقلها البعوض والتي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان، ومكافحة السلالات التي لا تستجيب جزئيا للأدوية الحالية".

Advertisement


وبحسب الصحيفة، "تعتزم شركة نوفارتس الحصول على موافقات تنظيمية سريعة من السلطات الصحية على دواء "غانلوم" (GanLum)، والذي سيكون أول علاج جديد للملاريا منذ جيل.  ويأتي هذا التطور في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من تزايد مخاطر عودة ظهور المرض عالميًا، مما قد يُلغي ربع قرن من المكاسب. وقال عبد الله دجيمدي، أستاذ في جامعة مالي للعلوم والتقنيات والتكنولوجيا في العاصمة باماكو، والذي ساعد في إدارة التجارب السريرية: "قد يمثل غانلوم أكبر تقدم في علاج الملاريا منذ عقود، مع فعالية عالية ضد أشكال متعددة من الطفيلي بالإضافة إلى القدرة على قتل السلالات المتحولة التي تظهر علامات مقاومة للأدوية الحالية". وأضاف أن مقاومة الأدوية تشكل تهديدا متزايدا في أفريقيا".

وتابعت الصحيفة، "قالت الشركة إن دواء غانلوم سجل معدل شفاء بنسبة 99.2 في المائة من الملاريا الحادة غير المعقدة، والتي يمكن أن تتطور إلى أشكال حادة من المرض، في التجارب السريرية في المرحلة النهائية التي شملت 1688 شخصًا في 12 دولة أفريقية. وكان ذلك أفضل قليلاً من معدل الشفاء البالغ 96.7 في المائة لدواء "كوارتيم" (Coartem)، وهو دواء مضاد للملاريا تستخدمه شركة نوفارتيس منذ فترة طويلة. وصرحت شركة نوفارتس بأن غانلوم يتمتع بمستوى سلامة مماثل لدواء كوارتيم، وقد طورت الشركة الدواء الجديد بالشراكة مع منظمة "أدوية الملاريا" غير الربحية، ومقرها جنيف".

وأضافت الصحيفة، "أظهر دواء غانلوم استجابة سريعة ضد الخلايا المشيجية الناضجة (gametocytes)، وهي المرحلة الجنسية من دورة حياة طفيلي الملاريا بلازموديوم (Plasmodium)، وفقًا للشركة. ومن شأن ذلك أن يُسهم في وقف انتشار الملاريا في الحالات التي يتعرض فيها شخص مصاب بالمرض للدغة بعوضة أخرى. وقال شريرام أرادي، كبير المسؤولين الطبيين في نوفارتس: "بالتعاون مع شركائنا، ذهبنا إلى أبعد من ذلك لتطوير فئة جديدة من الأدوية المضادة للملاريا بآلية عمل جديدة تمامًا، والتي لديها القدرة على علاج المرض ومنع انتقاله"."

وبحسب الصحيفة، "يعتمد دواء كوارتيم وغيره من الأدوية الرائدة المضادة للملاريا على مادة الأرتيميسينين (artemisinin)، وهي مستخلص من الشيح (wormwood) يُستخدم منذ زمن طويل في الطب الصيني التقليدي. وقد ظهرت مقاومة الأرتيميسينين لأول مرة من قبل خبراء الصحة في جنوب شرق آسيا منذ أكثر من 15 عاما، ثم ظهرت بعد ذلك في أفريقيا، حيث تحدث الغالبية العظمى من وفيات الملاريا. أما غانلوم فيحتوي على جزيء يُسمى غانابلاسيد (ganaplacide)، وهو "جديد تمامًا ولا يشبه أي مضادات ملاريا موجودة"، وفقًا لمايكل ديلفز، المدير المشارك لمركز الملاريا في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي. ويُعتقد أن غانابلاسايد يعطل أنظمة نقل البروتين الداخلية للطفيلي، والتي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة داخل خلايا الدم الحمراء البشرية. وقال ديلفز إن حداثة الدواء تعني أن الطفيلي "ليس لديه دفاع ضده"."

وختمت الصحيفة، "يخشى خبراء الصحة من أن ترتفع وفيات الملاريا، وهي السبب الرئيسي لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، مجددًا نتيجةً لمزيج من الحروب وتغير المناخ وانخفاض تمويل المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية. وقد ساهمت سنوات من الاستثمارات الدولية في خفض وفيات الملاريا بنحو الثلث منذ عام 2000، لتصل إلى ما يقرب من 600 ألف حالة وفاة في عام 2023، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق