قال إبراهيم إدريس، الباحث في العلاقات الدولية وخبير الشؤون الأفريقية، إن تهديدات الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب بتوجيه ضربات في كراكاس وأبوجا تحمل بعدين، أحدهما مرتبط بالمصالح الاقتصادية والثاني بالاعتبارات السياسية الداخلية، مشيرًا إلى أن فنزويلا تمثل قضية مباشرة في السياسة الأمريكية خاصة بالنسبة للجمهوريين، وتحديدًا لترامب ووزير الحرب كما وصفه، نظرًا لارتباطها بملف النفط وسياسات واشنطن تجاه الأنظمة المناوئة لها.

وأضاف إدريس، خلال تصريحاته لبرنامج “مطروح للنقاش”، والمذاع عبر فضائية القاهرة الإخبارية أن الوضع في نيجيريا أكثر تعقيدًا، إذ يتداخل فيه البعد الديني مع السياسي، موضحًا أن اللوبي في الكونجرس، بقيادة جماعات الأفنجليكان، له تأثير واضح على الموقف الأمريكي، خصوصًا مع انتشار حملات التبشير في غرب أفريقيا، واعتبار نيجيريا إحدى أهم الساحات لذلك النشاط، لافتًا إلى أن هذا البعد الديني ارتبط بالانتخابات الأمريكية الأخيرة التي عقدت في الرابع من نوفمبر، حيث سعى ترامب إلى استثمار الصوت المسيحي والنيجيري لتعزيز قاعدته الانتخابية.

مكافحة الإرهاب إحدى الأدوات التي تستخدمها القيادة الأمريكية

وأشار إلى أن المشهد في نيجيريا يبدو في ظاهره مرتبطًا بمسألة الإرهاب، إلا أن الحقيقة أعمق، إذ تعد مكافحة الإرهاب إحدى الأدوات التي تستخدمها القيادة الأمريكية، وتحديدًا وزارة الخارجية والبنتاجون، للضغط على القادة الأفارقة، مؤكدًا أن نيجيريا تواجه أزمة حقيقية في هذا الملف ضمن إطار صراع سياسي واقتصادي واسع النطاق.