وافقت محكمة الاستئناف في باريس، يوم الاثنين، الإفراج عن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وذلك بعد أن قضي نحو 20 يوماً في سجن "لاسانتيه"، في تهم تتعلق بالتمويل الليبي لحملته الانتخابية عام 2007.
ساركوزي: الأيام التى قضيتها في السجن كانت كابوس
وقال ساركوزي للمحكمة إن الأسابيع الثلاثة التي قضاها في السجن كانت "مرهقة" و"كابوسا"، وذلك أثناء ظهوره عبر رابط فيديو من السجن.
ودخل ساركوزي سجن لا سانتيه في باريس في 21 أكتوبر، بعد أن حكمت عليه محكمة في باريس بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة التآمر الجنائي بشأن مخطط للحصول على أموال لحملته الانتخابية لرئاسة عام 2007 من نظام الليبي الراحل معمر القذافي.
قضاء عقوبته في منزله
واليوم، وافقت محكمة الاستئناف في باريس على طلب ساركوزي بالإفراج عنه لقضاء عقوبته في منزله تحت رقابة قضائية صارمة. وبموجب شروط الإفراج عنه، سيُمنع ساركوزي من التحدث إلى أي مسؤول في وزارة العدل، كما سيمنع من التحدث إلى أي شخص آخر متورط في القضية، وسيمنع من مغادرة فرنسا .
في جلسة استماع عقدت يوم الاثنين، ظهر ساركوزي، مرتديًا بدلة زرقاء داكنة، أمام الكاميرا من السجن، جالسًا على طاولة وبجانبه محاموه. وقال للمحكمة: "أود أن أُشيد بجميع موظفي السجن، الذين يتحلون بإنسانية استثنائية"
وأضاف: "لم يخطر ببالي قط أو نية طلب أي نوع من التمويل من القذافي.. لن أعترف أبدًا بشيء لم أفعله.. لم أتخيل قط أنني سأكون في السجن وأنا في السبعين من عمري. إنها محنة فُرضت علي. أعترف أنها صعبة، صعبة للغاية. إنها تترك أثرًا عميقًا على أي سجين لأنها مرهقة."
يُحتجز ساركوزي انفراديًا لسلامته الشخصية، في زنزانة فردية مساحتها حوالي 9 أمتار مربعة، مزودة بدش ومرحاض خاصين به. ويشغل حارسان شخصيان زنزانة مجاورة لضمان سلامته. وذكرت صحيفة "لوبوان" الفرنسية الأسبوعية أنه كان يتناول الزبادي فقط في السجن خشية أن يُبصق عليه أي طعام. ونقلت المجلة عن مصادر لم تُسمها قولها إنه كان لديه ما يُطبخه بنفسه، لكنه رفض ذلك.
أول رئيس فرنسي يسجن منذ الحرب العالمية الثانية
ويعد ساركوزي، الذي شغل منصب الرئيس اليميني لفرنسا بين عامي 2007 و2012، أول رئيس سابق لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي يقضي عقوبة بالسجن، وأول زعيم فرنسي بعد الحرب العالمية الثانية يذهب إلى السجن.
ونفى ساركوزي ارتكاب أي مخالفات وقال إنه لم يكن جزءا من مؤامرة إجرامية للحصول على تمويل انتخابي من ليبيا. وتم تبرئته من ثلاث تهم منفصلة بالفساد، وإساءة استخدام الأموال العامة الليبية، والتمويل غير القانوني للحملات الانتخابية. وبعد أن استأنف المدعي العام قرارات التبرئة، ستُعاد محاكمة ساركوزي بجميع التهم العام المقبل، بما في ذلك التآمر الجنائي.
ورغم أن اتهامات عقد تمويل سري للحملة الانتخابية مع النظام الليبي شكلت أكبر محاكمة فساد واجهها ساركوزي، فإنه كان قد أدين بالفعل في قضيتين منفصلتين وجرِد من أعلى وسام فرنسي، وهو وسام جوقة الشرف.


















0 تعليق