توصلت الأطراف لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن القصف والغارات مستمرة، لم تنته المعاناة والمأساة التي بقيت بقلوب وأجساد أهالي غزة، ملايين المصابين بينهم عشرات الآلاف يحتاجون للإجلاء والعلاج بالخارج.
وفي آخر إحصائية لها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن نحو 16 ألفًا و500 مريض من غزة ينتظرون إجلاءهم لتلقي العلاج خارج القطاع، داعية إلى إعادة فتح جميع المعابر مع غزة بشكل عاجل ومستدام.
مياس النجار أصيبت بشظايا في عينها اليسرى وفقدت أختها الصغرى
طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها، أصيبت بشظايا صاروخ في عينها اليسرى وتشوهات بالوجه، بجانب فقدان شقيقتها الصغرى لم تبلغ العامين جراء صاروخ إف 16 في يونيو 2025، لتعيش مياس سامي النجار آلام الفقد، فقد عينها وشقيقتها وتعيش أزمة نفسية مستمرة تقوم على إثرها تصرخ ليلًا وتنهار في بكاء مستمر.
كما أصيبت والدة مياس، ونزحت أسرتها عشرات المرات من بلدة خزاعة إلى مواصي خان يونس، لتستقر بها حتى اللحظة.
يقول والدها سامي النجار، لـ"الدستور"، إن ابنته مياس تحتاج إلى العلاج بعدما أجرت عملية جراحية لم تكلل بالنجاح، وأقروا حينها أنه يجب إجراء عملية ثانية عقب 6 أشهر من العملية الأولى، واليوم نبحث عن الخروج والإجلاء الطبي، وفقًا للتقارير الطبية "مرفقة بالصور أدنى التقرير".
وأضاف والدها أن نجلته تبلغ من العمر 7سنوات، ولكن عقب القصف والإصابة يتعاملون معها كأنها طفلة لم تبلغ العامين بسبب حالتها النفسية المدمرة، وتسأل يوميًا عن عمليتها التي ستعيد لها عينها مرة أخرى ووجهها الذي شوهته صواريخ الاحتلال.
أناشد الرئيس التدخل لإنهاء معاناة طفلتي
وتابع الأب بحسرة وحزن:"أقسم لك لا أعرف طعم النوم، لم استوعب أنني لن أرى فقيدتي الصغيرة لانا، ولا أستطيع علاج ابنتي الثانية التي فقدت عينها في عمر الزهور، وناشد الرئيس السيسي في سماع آنين طفلته الصغيرة ومساعدتها في إجراء عملية لها في مصر سأكون مديونًا لكل من يساعدني في علاج ابنتي ليوم القيامة ليس لدىّ سواها وأنا أقسم لك لا أعرف النوم من فقدان ابنتي وإصابة مياس".
أب لثلاثة أطفال مهدد بفقدان عينه اليسرى
فيما يقول محمد أبورجيله من خان يونس، أب لثلاثة أطفال، أعاني منذ شهر مارس 2023 من مرض السكري الذي تسبب لي بتأثيرات خطيرة على شبكية العين اليمنى، وتلقيت تحويلة علاج من مستشفى الأوروبي في مايو 2023 للعلاج في مستشفى سان جون بالقدس.
مع بداية العدوان على غزة، تفاقم وضعه الصحي وتعرضت عينه اليسرى لانفصال شبكي من الدرجة الأولى وفي أكتوبر 2024، حصل على تقرير طبي وقدم تحويلة عبر منظمة الصحة العالمية وتم التواصل معه وأُبلغت بأن سفره سيكون خلال أقل من أسبوع، لكن عندما توجه إلى مستشفى الأوروبي تفاجأ بإبلاغه بأن هناك رفض للسفر، وعند مراجعته للمنظمة أبلغوه بنفس الوعد بأن السفر سيكون قريبًا، وكل هذا حدث قبل الدخول لرفح مجددا.
وتابع أبورجيلة، صاحب الـ28 عامًا "منذ ذلك الحين وأنا أعيش في معاناة يومية، أتألم بصمت، وأفقد بصري تدريجيًا، بينما حقي في العلاج يُهدر بين الجهات دون أي اعتبار لحالتي الصحية المتدهورة، نزحت أكثر من 8 مرات، كل مرة تتكلف 200 دولار، أنا اليوم أطالب بحقي الإنساني في العلاج العاجل، فالصحة ليست رفاهية، والبصر ليس شيئًا يمكن تعويضه، لا أطلب صدقة، بل أطالب بأبسط حقوقي كمريض بحاجة لعلاج ضروري قبل فوات الأوان".
وناشد أبو رجيلة كل الجهات المختصة والدولة المصرية الشقيقة والرئيس السيسي وإلى منظمة الصحة العالمية وكل جهة تستطيع إنقاذه العمل على تسهيل سفره".














0 تعليق