أوضح خبير قطاع التكنولوجيا، الدكتور محمد عزام، مدى تأثير تراجع تقييمات شركات التكنولوجيا الكبرى على شهية المستثمرين لتمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي الناشئة.
وقال، وفقًا لمداخلة عبر تطبيق سكايب ببرنامج المراقب المذاع على فضائية القاهرة الإخبارية، اليوم الأحد، إن هناك تخوفًا من أن يؤدي هذا التراجع إلى موجة أخرى من الانخفاضات مشابهة لما حدث في بداية الألفينات، مع شركات الدوت كوم أو الشركات القائمة على الإنترنت.
وأضاف، أن البعض يعتقد أن المستثمرين قد يبالغون في تقديراتهم، حيث يعتمدون على توقعات ضخمة بدلًا من نماذج عمل حقيقية تحقق أرباحًا فعلية، وهو ما حدث منذ نحو 25 عامًا، لافتًا إلى أن هذا التخوف موجود منذ عدة أشهر، إلا أنه في تاريخ التكنولوجيا تحدث دائمًا "حركات تصحيحية".
وأكد، أن الشركات الكبرى مثل "إنفيديا" الأمريكية، التي تجاوزت قيمتها السوقية 5 تريليونات دولار، وشركات مثل "أبل" و"مايكروسوفت"، التي تتجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار، تمتلك ملاءة مالية قوية تمكنها من امتصاص هذه الصدمات، وهذه الشركات قادرة على إعادة تصحيح مسارها، كما حدث في عام 2000 عندما تمكنت "أمازون" و"جوجل" من التصحيح بعد الانهيار، لأنهما استطاعتا بناء نماذج أعمال قادرة على تحقيق أرباح تشغيلية، وليس فقط بناء على توقعات غير قابلة للتحقق.
وأوضح، أنه لا يعتقد أن انخفاضات الأسعار على المدى الطويل ستؤثر على هذه الشركات بشكل دائم، وأوضح أن الاستثمار في التكنولوجيا خلال الـ50 إلى 60 عامًا الماضية كان من أفضل الاستثمارات وأكثرها عوائد مرتفعة، رغم حدوث بعض التصحيحات نتيجة التفاؤل المفرط أو الوعود التي يصعب تحقيقها في المدى القريب.
وأشار، إلى أن الشركات الكبرى تعمل وفق استراتيجيتين متكاملتين: استراتيجية تكنولوجية وأخرى خاصة بالأعمال، مما يعزز قدرتها على تجاوز أي انخفاضات، مختتمًا أن هذه الشركات لن تخرج من الأسواق إلا إذا فشلت في مواكبة موجات جديدة من التكنولوجيا والالكترونيات فائقة السرعة.
وشهد قطاع التكنولوجيا أسبوعا صعبا في أسواق المال، حيث سجل أسوأ أداء أسبوعي منذ أبريل الماضي، مع تراجع مؤشر "ناسداك" في البورصة الأمريكية بنسبة 3% خلال آخر خمسة أيام تداول، بعد موجة بيع ضخمة تجاوزت 800 مليار دولار، نتيجة تنامي مخاوف المستثمرين بشأن تضخم تقييمات الشركات المرتبطة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وكانت أسهم العديد من شركات التكنولوجيا، خاصة في قطاع الذكاء الاصطناعي، قد شهدت ارتفاعا هائلا بعد الحماس حول تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الماضية، إلا أن هذا الزخم بدأ يتبدد هذا الأسبوع، مع تحول التركيز من توقعات النمو إلى التساؤل حول مدى منطقية تلك التقييمات، بحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
وتعرضت شركات تكنولوجية كبرى مثل "إنفيديا" الأمريكية، و"ألفابت" الأمريكية الشركة الأم لجوجل، لتراجعات حادة في قيمتها السوقية، ما أعاد تسليط الضوء على الفجوة بين الابتكار والعائد المالي، حيث لم يثبت العديد من اللاعبين في قطاع الذكاء الاصطناعي بعد قدرتهم على تحويل الزخم التقني إلى أرباح فعلية تبرر تلك الأسعار المرتفعة.
وتشكل التطورات الراهنة تذكرة واضحة بالدورات المتقلبة لسوق الأسهم؛ ففي فترات النمو السريع، كثيرا ما يتم التغاضي عن المؤشرات المالية الأساسية، مما يؤدي إلى تشكل "فقاعات" تنتهي بتصحيحات حادة، كما شهد السوق هذا الأسبوع.










0 تعليق