من فرج فودة إلى ابنته سمر: أبو لاسة وصديري مجدع وحليوة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف الباحث الشاب، شهدي عطية، عن مفاجأة تتعلق بالمفكر الراحل شهيد الكلمة، د. فرج فودة، تعليقا علي ما أثارته ابنته، سمر فودة، من جدل علي مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يتعلق باعتراضها علي ارتداء “الجلباب البلدي” خلال زيارة المتحف المصري الكبير، تحديدا “عم رشاد”، الذي حصدت صورته مع زوجته، والتي التقطتها الزميلة شروق أحمد، إعجاب ملايين المصريين.

نشر الباحث شهدي عطية، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، قصيدة شعرية، بعنوان “لا دياب.. ولا عنتر”،  للمفكر الراحل فرج فودة، نشرت في جريدة الجمهورية عام 1966، من خلال باب أدباء الأقاليم الشباب، حيث كان “فودة” يقدم نفسه في بداياته كشاعر.

ولفت صاحب كتاب “حدث في شارع الصحافة.. أوراق ومعارك”، إلي أن: “الجميل أن الرسم التعبيري لقصيدته ــ فرج فودة ــ عبارة عن عامل لابس جلباب”.

قصيدة فرج فودة عن فلاحي وعمال مصر

يوجه د. فرج فودة، من خلال قصيدته والمنشورة في جريدة الجمهورية قبل أكثر من نصف قرن، بعنوان “لا دياب.. ولا عنتر”، التحية إلي عزائم الرجال من الفلاحين والعمال، ويخص بالذكر بناة السد العالي، مشيدا بدورهم في بناء مصر وتعمير أراضيها وصحاريها. المصري العفي الذي لا تغلبه الشدائد. 

يقول فرج فودة في قصيدته “لا دياب ولا عنتر”:

مجدع ودين النبي يا حليوة يا أبو لاسة
يا أبو الصديري غناوي حب وحماسة

 يا سندباد أسمر.. 

يا أبو الجناح أخضر..

 الأرض هيه الفضا والنجم دواسه..

 يا اللي دراعك بتزرع سكتك أحلام.. 

اركب براقك واسبق خطوة الأيام.. فارس ومتغندر..

 لا دياب ولا عنتر.. 

الخطوة منك بتوصل برنا بالشام..

 غني لقلب الحجر يا أبو النغم ريان..

 قصة صراع الجبل وعزيمة الإنسان.. 

غنيها يا أسمر.. للنجع والبندر.. 

رقص وسط الجبل علي دقة الندان.. 

قلب الحجر ما انكسر إلا بسيف اليد.. 

يا أبو الجبين العفي والورد فوق الخد..

 والقلب غصن أخضر.. والنصر متقدر.. 

واللي طريقه الأمل.. ما يكفهوش السد. 

 

من فرج فودة إلى ابنته سمر: أبو لاسة وصديري مجدع وحليوة

في قصيدته “لا دياب ولا عنتر”، لم يترك د. فرج فودة، مفردة من مفردات مظهر الرجل المصري، في بحري أو الصعيد، ولا سمة من سماته إلا وذكرها، حتي أنه يستهل القصيدة في أول بيتين فيها، بذكر “اللاسة” و"الصديري" وهما من أبرز مكونات الزي الشعبي المصري، والذي يحرص علي ارتداءه الملايين من أبناء الشعب المصري، في قبلي وبحري، بل وحتي من اضطرتهم أعمالهم لارتداء الملابس الحديثة، لا تخلو دولايبهم من “جلباب” بلدي، ولا يخلو بيت مصري من هذا الجلباب. 

قدم د. فرج فودة، في قصيدته “لا دياب ولا عنتر”، أنشودة للمصري المكافح، الذي يصنع المعجزات بعمله، يجمع بين القوة والرقّة، بين الحلم والواقع، بين الفروسية والإنسانية. يحتفي بالمصري الشعبي الأسمر، الذي اكتسب لون بشرته من الشمس، المصري رمز الكرامة والعمل والأمل مهما كان ما يرتديه.      

  

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق