في قلب الصعيد، حيث يمتزج التراث بالعراقة والتاريخ، تظل الجلابية الصعيدي أكثر من مجرد قطعة قماش، فهي رمز الهوية والجدعنة والشرف، الحاج الضوي يرى أن كل خيط فيها يحمل إرث الأجداد ويشهد على أصالة المكان وأهله، ومن هنا تأتي أهمية احترامها وعدم الاستخفاف بها أو السخرية منها، لأن التجاهل أو الاستهزاء بها يمثل هجومًا مباشرًا على كرامة كل من ينتمي لهذه الأرض العريقة.
الحاج الضوي.. صوت الهيبة والحكمة
عندما وصل الحاج الضوي، الرجل المعروف بصوته الجهوري وحكمته المتوارثة عن أجداده، إلى علمه بمقطع الفيديو الذي تسخر فيه إحدى البنات من الجلابية الصعيدي، لم يتردد لحظة واحدة في الرد، فقد شعر أن هذه الإهانة تتجاوز مجرد كلام ساخر لتصل إلى تحدٍ للهوية والتراث الذي حمله الصعيد جيلاً بعد جيل، وهو الذي يعرف تمامًا أن حماية القيم والثقافة المحلية مسؤولية قبل أن تكون اختيارًا.
الرد القوي على الإهانة
وقف الحاج الضوي أمام أهالي القرية، مخاطبًا الجميع بصوتٍ جهوري متدفق بالحكمة والجدية: "الجلبابية مش مجرد ثوب للبس، دي تاريخنا وحكايات أجدادنا، كل غرزة فيها بتحكي عن صبر وجدعنة رجالة وفتيات هذا المكان، وأي كلام يقلل منها هو كلام يقلل من كرامتنا جميعًا، ولازم نتعلم احترام تراثنا قبل ما نضحك عليه." كلمات الحاج الضوي لم تكن مجرد رد فعل غاضب، بل كانت درسًا متكاملًا عن الفخر بالتراث والاعتزاز بالهوية الثقافية، إذ جعل الجميع يشعر بأن الجلابية الصعيدي ليست لباسًا فقط، بل رمزًا للانتماء والشرف.
درس لكل الأجيال
منذ ذلك اليوم، أصبح حديث الحاج الضوي مثالًا لكل شباب القرية، بأن الفخر بالتراث والهوية الصعيدية واجب، وأن الإهانة للسلوكيات التقليدية أو الملابس الشعبية ليست مجرد سخرية، بل تعدي على القيم والأعراف التي تحافظ على كرامة المجتمع وروحه الأصيلة.
الجلابية الصعيدي، بفضل هذا الموقف، لم تعد مجرد لباس قديم، بل أصبحت علامة مضيئة على القوة والجدعنة والارتباط العميق بالأرض والصعيد.
الجلابية ليست مجرد ثوب
الحاج الضوي أكد أن الجلابية مش مجرد قطعة قماش للبس اليومي، بل هي مرآة تعكس أصالة الإنسان الصعيدي وارتباطه بأرضه وجذوره، وكل من يسخر منها يغفل أن كل غرزة وكل لون فيها يحمل قصص الأجداد ومعاني الشرف والجدعنة، فاحترامها ليس مجرد عرف اجتماعي، بل واجب للحفاظ على كرامة النفس والمجتمع معًا.

















0 تعليق