لم تتوقف محاولات جماعة الإخوان الإرهابية عن العبث بالعلاقات بين الدول العربية، خاصة العلاقات التاريخية والمصيرية والراسخة التى تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية، فهذه العلاقة التى تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والتنسيق الدائم فى مختلف القضايا الإقليمية، تمثل إحدى أهم ركائز الأمن العربى، وهو ما يجعلها هدفًا دائمًا لهجمات الجماعة الإرهابية ومنابرها الإعلامية المشبوهة.
فمنذ سقوط حكم الإخوان فى مصر عام 2013، لم تهدأ محاولات الجماعة لضرب وحدة الصف العربى وتحديدًا محاولة إشعال الفتنة بين مصر والمملكة العربية السعودية، فمرة عبر ترويج الأكاذيب والشائعات حول مواقف الدولتين تجاه مختلف القضايا، ومرة أخرى بمحاولة زرع الفتن بين الشعبين الشقيقين، مستخدمين أدوات إعلامية ممولة من الخارج تبث سمومها عبر مواقع التواصل الاجتماعى وقنوات مشبوهة.
وأصبحت لجان جماعة الاخوان الارهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعى ساحة رئيسية لاستراتيجيات التضخيم التى تتبعها الجماعة، من حسابات مزيفة ونشر هاشتاجات مضللة، إلى صفحات تقوم بتدوير أخبار مفبركة ومقاطع صوتية وصور مفبركة، وهى كلها أدوات تُستخدم لخلق انطباع وجود أزمة أو خلاف بين القاهرة والرياض.
السرعة والانتشار الفورى لتلك المنصات واللجان يجعلان الشائعة تتحول إلى رواية شبه مشترَكة فى ساعات، ولذلك تعتمد الجماعة على تكرار الرسائل ونقلها عبر شبكات مترابطة لتبدو أكثر مصداقية، كما تُستغل التصريحات المقتطعة لإعادة صنع قصة أكبر من حجمها الحقيقى، فيما تُستخدم تقنيات أخرى لصناعة مادة مرئية تقنع المتابع العادى بسرعة.
وتسعى الجماعة دائمًا إلى ضرب وحدة الصف العربى، لأنها تدرك أن أى تقارب حقيقى بين الدول العربية الكبرى، مثل مصر والسعودية والإمارات، يعنى سقوط مشروعها السياسى القائم على الفوضى والانقسام، لذلك تراها تهاجم كل تنسيق مصرى– سعودى، سواء فى ملفات الأمن القومى العربى أو فى التعاون الاقتصادى والاستثماري، وتحاول دائمًا تفسيره على أنه «تحالف مصالح»، فى حين أنه فى الحقيقة شراكة مصير ووحدة هدف.
ويبقى وعى الشعبين الشقيقين وحكمة القيادات فى كلا الدولتين حائط صد قويًا فى مواجهة كل تلك الحملات والمحاولات المستمرة لضرب العلاقة بين مصر والمملكة، خاصة أن وحدة الصف العربى وتماسك العلاقات بين مصر والسعودية وبقية الدول الشقيقة، هو الضمان الحقيقى لمواجهة كل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التى تمر بها المنطقة.
فمصر والسعودية ستظلان معًا فى خندق واحد، تدافعان عن أمن الأمة واستقرارها، بينما تظل جماعة الإخوان الإرهابية عالقة فى فشلها، تائهة بين الأكاذيب والأوهام.














0 تعليق