مع انطلاق الساعات الأولى من اليوم الأول من تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2025، شهدت لجان الاقتراع في دول الخليج العربي إقبالًا وصفه علاء سليم، الأمين العام للاتحاد العام للمصريين في الخارج، بأنه "مقبول ومبشر"، خاصة في ظل تزامن اليوم الانتخابي مع عطلة نهاية الأسبوع وصلاة الجمعة.

همية المشاركة في الانتخابات

وقال علاء سليم، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن اللجان الانتخابية فتحت أبوابها في تمام التاسعة صباحًا، ومع اقتراب موعد صلاة الجمعة، بدأ الحضور يتزايد تدريجيًا، مضيفًا أن هذا الإقبال المبكر يعد إشارة إيجابية تعكس وعي المصريين في الخارج بأهمية المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري.

وأشار الأمين العام إلى أن مشاركة المصريين بالخارج في العملية الانتخابية تمثل "أحد أهم مكتسبات ثورة 25 يناير"، لافتًا إلى أن هذا الحق لم يكن متاحًا قبل عام 2011، وأن الثورة كانت "الشرارة التي مكنت المصريين بالخارج من أن يكون لهم صوت في صياغة مستقبل وطنهم".

وأوضح أن المشاركة بدأت بشكل تدريجي، فكانت في البداية عبر البريد أو وسائل غير مباشرة، ثم تطورت بعد إقرار دستور 2014 الذي نص صراحة على حق المصريين في الخارج في التصويت المباشر داخل القنصليات والسفارات، بل وخصص لهم الدستور ثمانية مقاعد في البرلمان ضمن القوائم الممثلة للفئات المختلفة.

دوائر الخليج العربي تتصدر المشهد الانتخابي 

ونوه بأن دوائر الخليج العربي ما زالت تتصدر المشهد الانتخابي من حيث الكثافة التصويتية، لاسيما في الكويت والرياض وجدة ودبي وأبوظبي ومسقط وعمان، إلى جانب روما وميلانو في أوروبا. 

وأضاف أن الجالية المصرية بالكويت دائمًا ما تسجل أعلى نسب المشاركة في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة، حيث تمثل نحو 75% من إجمالي الكتلة التصويتية للمصريين في الخارج.

ونوه بأن الانتخابات البرلمانية تختلف بطبيعتها عن الانتخابات الرئاسية، إذ تتوزع الأصوات بين القوائم والفردي، ما يجعل العملية أكثر تنوعًا وتعقيدًا، حيث تضم كل مرحلة 14 محافظة، ولكل محافظة عدد من الدوائر قد يصل إلى خمس دوائر أو أكثر، ما يعني تعدد الصناديق داخل السفارات والقنصليات بالخارج.

ووصف "سليم" الانتخابات بأنها دائمًا ما تكون "عرسًا وطنيًا" يجمع أبناء الجاليات المصرية حول الوطن، مؤكدًا أن الهدف من المشاركة لا يقتصر على اختيار نواب البرلمان فحسب، بل يتعداه إلى تأكيد الانتماء والولاء لمصر، وتعزيز صلة المغتربين بوطنهم الأم، وربط الأجيال الجديدة – التي وُلدت في الخارج – ببلدهم من خلال المشاركة السياسية.

علاء سليم: أبناء الجاليات بالخارج يتمنون شخصًا يمثلهم بشكل حقيقي

وحول تمثيل المصريين في الخارج داخل البرلمان، قال سليم إن الصورة لم تتضح بعد بشكل كامل، مشيرًا إلى أن هناك تساؤلات كثيرة حول الأسماء التي يتم اختيارها عادة لشغل المقاعد المخصصة للمصريين بالخارج. وأضاف: "أبناء الجاليات بالخارج يتمنون أن يمثلهم شخص يعيش فعليًا بينهم، يعرف قضاياهم واحتياجاتهم، وليس مجرد من يحتفظ بإقامة مؤقتة في الخارج ويقيم في مصر معظم الوقت".

وأشار إلى أن المصريين بالخارج يشعرون أن التمثيل الحالي لا يعكسهم بالشكل الأمثل، لكنهم يأملون أن تتغير هذه الصورة في الدورات المقبلة من خلال ظهور وجوه جديدة قادرة على التعبير الحقيقي عنهم.

ووجّه "سليم" رسالة حماسية للمصريين في الخارج دعاهم فيها إلى ممارسة حقهم الدستوري والديمقراطي:"حق التصويت لم يكن منحة، بل تحقق بعد جهد ونضال طويل من أبناء الجاليات في الخارج، حتى أقره دستور 2014 كحق أصيل لكل مصري. لذلك أدعو الجميع إلى التوجه إلى مقار اللجان الانتخابية في السفارات والقنصليات للمشاركة الفاعلة في هذا العرس الديمقراطي الذي يؤكد انتماء المصريين لوطنهم مهما بعدت المسافات".

وختم الأمين العام حديثه بالتأكيد أن كل صوت مصري في الخارج  خطوة جديدة في طريق ترسيخ الحياة الديمقراطية في مصر، ومشاركة المغتربين تمثل "جسرًا متينًا" يربطهم بالوطن ويؤكد أن مصر في قلوب أبنائها أينما كانوا.