أكد مسؤول أميركي، الخميس، أن إعادة إعمار قطاع غزة لا يمكن أن تتم إلا بعد تسليم حركة حماس أسلحتها وضمان عدم قيامها بأي تهديدات مستقبلية، في خطوة تُعد جزءاً أساسياً من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع.
إعادة الإعمار مشروطة بالأمن والاستقرار
قال المسؤول لـ"سكاي نيوز عربية" إن هناك دولاً وآليات دولية جاهزة للتبرع والمساهمة في إعادة الإعمار فور تحقق شروط الأمن والاستقرار، موضحاً أن شخصيات تكنوقراط مستعدة لإدارة الخدمات في القطاع لوجيستياً وإعادة الحياة الطبيعية للسكان.
وأضاف أن التركيز حالياً منصب على نزع سلاح الحركة، معتبرًا عناصر حماس في رفح "اختباراً رئيسياً لمسار نزع السلاح".
صفقة تجريبية لنحو 200 مسلح في رفح
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أن مسلحي حماس المتحصنين في منطقة رفح، التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، سيُسمح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى في القطاع مقابل تسليم أسلحتهم، ضمن اقتراح لحل يُنظر إليه على أنه خطر على وقف إطلاق النار المستمر منذ أكتوبر.
وقال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إن الصفقة لنحو 200 مسلح ستكون اختباراً لعملية أوسع نطاقاً لنزع سلاح الحركة في كامل غزة.
تصاعد العنف في رفح ووقف إطلاق النار تحت الاختبار
منذ دخول وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، شهدت رفح هجومين على الأقل على القوات الإسرائيلية، ألقت إسرائيل باللوم فيهما على حماس، ونفت الحركة مسؤوليتها عنهما.
وأسفرت الهجمات الأخيرة عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وردت إسرائيل بمقتل عشرات الفلسطينيين، ما يجعل المنطقة أبرز تحديات المرحلة المقبلة للخطة الأميركية.
المرحلة التالية: إدارة غزة وقوة دولية
تنص خطة ترامب على أن تتولى لجنة فلسطينية مكونة من تكنوقراط إدارة غزة تحت إشراف دولي، مع نشر قوة أمنية دولية في القطاع.
وأوضح ويتكوف أن العمل على تشكيل هذه القوة سيكتمل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، مع فرصة لحماس لصرف مقاتليها ونزع سلاحها.
الخطة تتضمن أيضاً الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين وإعادة سلاسل الحياة المدنية، بعد أن أطلقت الحركة سراح آخر الرهائن وعددهم 20، مقابل انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من مناطق تحت سيطرة حماس.
مجلس الأمن أمام اختبار دولي
أشار المسؤول الأميركي إلى أن مجلس الأمن سيواجه اختباراً لتمرير مشروع القرار الخاص بالقوة الدولية في غزة، مؤكداً أن العمل جارٍ مع دول وازنة في المنطقة لتذليل التحديات التي تواجه تنفيذ الخطة.
وتبقى المرحلة المقبلة حساسة للغاية، حيث يرتبط نجاح إعادة إعمار غزة واستقرارها بنجاح مسار نزع السلاح من حماس، وهو ما يمثل حجر الزاوية في خطة السلام الأميركية.













0 تعليق