يتجه موسم الأعياد المقبل في الولايات المتحدة إلى أن يكون الأغلى منذ سنوات، مع توقعات بتراجع إنفاق المستهلكين بمليارات الدولارات، نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب، بحسب تقرير صادر عن موقع LendingTree.

فبعد مرور ستة أشهر على إعلان ترامب ما وصفه بـ"يوم التحرير" الاقتصادي، بدأت آثار تلك الرسوم تظهر بوضوح على أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، التي شهدت ارتفاعًا تدريجيًا خلال الأشهر الماضية.

أعباء إضافية على المستهلكين وتجار التجزئة

وأظهرت بيانات LendingTree، التي استندت إلى معدلات إنفاق موسم الأعياد لعام 2024، أن الرسوم الجديدة سترفع إجمالي تكاليف الموسم بمقدار 40.6 مليار دولار.

وسيتحمل المستهلكون الجزء الأكبر من هذه الزيادة، بما يعادل 28.6 مليار دولار، أي نحو 132 دولارًا إضافيًا لكل متسوق، فيما ستقع 12 مليار دولار من الأعباء على كاهل تجار التجزئة.

تحذيرات من تأثيرات اجتماعية واقتصادية

قال مات شولتز، كبير محللي تمويل المستهلك في LendingTree، إن زيادة قدرها 132 دولارًا قد تبدو بسيطة، لكنها تمثل عبئًا حقيقيًا على الكثير من العائلات الأمريكية.

وأضاف: "قد يضطر البعض إلى تقليص الهدايا أو اللجوء إلى الاقتراض لتغطية نفقات الموسم، وهو خيار لا يرحب به أحد".

وبحسب محللي شبكة CNBC، فإن تجار التجزئة يتوقعون بالفعل تراجعًا في حجم المبيعات، مع ميل المستهلكين لشراء عدد أقل من السلع بسبب ارتفاع الأسعار.

الإلكترونيات والملابس في الصدارة

تشير تقديرات LendingTree إلى أن مشتري الإلكترونيات سيتكبدون أكبر زيادة في التكلفة، بمتوسط 186 دولارًا إضافيًا لكل متسوق.

وتأتي الملابس والإكسسوارات في المرتبة الثانية بزيادة 82 دولارًا، تليها منتجات العناية الشخصية ومستحضرات التجميل والألعاب بزيادة 14 دولارًا، بينما الطعام والحلوى سترتفع تكلفتها بمقدار 12 دولارًا للفرد.

"واقع مؤسف" يواجه العائلات الأمريكية

يصف شولتز الوضع الحالي بأنه "واقع مؤسف" لكثير من العائلات، مضيفًا أن البعض قد يضطر للاختيار بين تقليص الهدايا أو دفع أسعار أعلى للحفاظ على تقاليدهم الأسرية.

وقال: "قد لا يتراجع الإقبال على الإلكترونيات والملابس، لكن ارتفاع الأسعار سيجعل موسم الأعياد أقل بهجة لكثيرين".