أكد وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت أن الولايات المتحدة لا تخطط لإجراء أي تفجيرات نووية في الوقت الحالي، موضحًا أن الاختبارات التي أعلن عنها مؤخرًا تُعرف باسم "التفجيرات غير الحرجة"، وهي تجارب فنية تُجرى على مكونات السلاح النووي دون توليد انفجار فعلي.
أسلحة نووية ذكية.. واختبارات تحاكي الواقع
وأوضح رايت أن هذه الاختبارات تهدف إلى ضمان جاهزية الأنظمة النووية الجديدة وتفوقها على الأسلحة السابقة، مشيرًا إلى أن التقدم العلمي الهائل في مجالات المحاكاة الرقمية والحوسبة الفائقة جعل من الممكن إعادة إنتاج ظروف التفجير النووي بدقة مذهلة دون الحاجة إلى تجارب ميدانية حقيقية.
أوامر رئاسية ورسائل إلى القوى الكبرى
تأتي هذه التصريحات عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب استئناف برنامج الاختبارات النووية بعد توقف دام أكثر من ثلاثة عقود، في خطوة اعتبرها محللون إشارة سياسية موجهة إلى الصين وروسيا مع تصاعد التوترات العالمية.
وأكد رايت أن وزارة الطاقة تمتلك قاعدة بيانات ضخمة من التجارب السابقة تتيح فهمًا عميقًا لآليات الانفجار وتفاعلاته.
من التفجير إلى الحوسبة.. ثورة في اختبار الردع النووي
أشار الوزير إلى أن الولايات المتحدة باتت تعتمد على مختبرات متقدمة ونماذج محاكاة رقمية يمكنها إعادة إنتاج الانفجارات النووية افتراضيًا بدقة متناهية، وهو ما يتيح اختبار تصاميم جديدة وتقييم فعاليتها من دون المساس بالبيئة أو خرق المعاهدات الدولية الخاصة بحظر التجارب النووية.
ضمان التفوق مع الحفاظ على الاستقرار الدولي
شدد رايت على أن جميع الاختبارات تجرى في إطار علمي وقانوني صارم، وبالتنسيق مع الجهات الدولية المختصة، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو تطوير القدرات الدفاعية والحفاظ على الردع الاستراتيجي الأمريكي دون تصعيد التوترات العالمية.
وأضاف أن هذه المقاربة العلمية تمثل "جيلًا جديدًا من الاختبارات النووية" يعتمد على الذكاء الاصطناعي والمحاكاة المتقدمة لضمان تفوق آمن ومستدام.
وأكد خبراء الطاقة والدفاع في واشنطن أن النهج الأمريكي الجديد يعكس تحولًا جذريًا في أسلوب اختبار الأسلحة النووية، حيث أصبحت الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي بديلاً آمنًا للتجارب الميدانية التقليدية.
ويهدف هذا التوجه إلى تطوير ترسانة أكثر دقة وكفاءة دون الإضرار بالبيئة أو تهديد الاستقرار الدولي، ما يعزز مكانة الولايات المتحدة كقوة علمية وتقنية في مجال الردع النووي الحديث.













0 تعليق