الأحد 02/نوفمبر/2025 - 05:22 م 11/2/2025 5:22:15 PM
أوضح الشيخ رمضان عبدالمعز، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين عاد من الطائف بعد أن تعرض للأذى، لم يُسمح له بدخول مكة، فأرسل خادمه زيدًا إلى عدد من سادات قريش يطلب منهم أن يؤمنوا دخوله في جوارهم، فرفض الأخنس بن شريق وسهيل بن عمرو، حتى وافق المطعم بن عدي، وهو مشرك في ذلك الوقت، على أن يدخله في حمايته.
وأضاف خلال برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "دي إم سي"، أن النبي لم ينسَ لهذا الرجل صنيعه، فعندما جاءت غزوة بدر بعد الهجرة بثلاث سنوات وأُسر من المشركين سبعون رجلًا، قال النبي: "لو كان المطعم بن عدي حيًّا فكلمني في هؤلاء لتركتهم له".
وأشار إلى أن هذا الموقف النبوي الخالد يُجسد قمة الوفاء ورد الفضل لمن أحسن، حتى وإن لم يكن مسلمًاـ مضيفا أن هذا النهج هو ما علّمنا إياه الرسول الكريم، أن لا ننسى المعروف وأن نرد الجميل أضعافًا، مؤكدًا أن الشكر صفة كريمة ترفع الإنسان وتُظهر أصالة معدنه.
وتابع إن من مظاهر هذا الوفاء أيضًا وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر خيرًا، لأن لهم ذمةً ورحمًا وصهرًا، فالرحم هي السيدة هاجر المصرية زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، التي عمرت وادي مكة وسعت بين الصفا والمروة حتى جعل الله سعيها شعيرة من شعائر الإسلام، وهي أم النبي إسماعيل عليه السلام، جد العرب، الذي كانت أمه مصرية الأصل.
أما الصهر، فهو في السيدة مارية القبطية المصرية، التي أُهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها، وكانت من صعيد مصر، وأنجبت له ابنه إبراهيم، فكان للمصريين شرف النسب والرحم والصهر في بيت النبوة.
وشدد على أن النبي علمنا أن أفضل الثناء أن نقول لمن أسدى إلينا معروفًا: جزاك الله خيرًا، موجهًا شكره وتقديره لكل من قدّم خيرًا أو علمًا أو دعمًا للناس أو للوطن، داعيًا الله أن يتقبل منهم ويجزيهم خير الجزاء.















0 تعليق