كشفت مجلة "فوربس" الأمريكية، أن المتحف الكبير صرح حضاري هائل، يقف في مدخله تمثال ضخم للملك المحارب رمسيس الثاني، يبلغ ارتفاعه نحو 11 مترًا ويزن أكثر من 83 طنًا، ليكون أول ما يستقبل الزائرين وخلفه مباشرة تمتد السلالم الكبرى المؤلفة من ستة طوابق تصطف على جانبيها تماثيل ملوك وملكات مصر القديمة، وصولًا إلى مشهد بانورامي رائع لأهرامات الجيزة التي يمكن رؤيتها من أعلى الدرج.
تصميم دقيق مبهر يعكس عظمة الحضارة الفرعونية
وتابعت المجلة الأمريكية، أنه تم تصميم المتحف على يد شركة "هينجان بنج" المعمارية الأيرلندية، وجاء بنمط معماري ضخم يمتد على مساحة تتجاوز خمسة ملايين قدم مربعة، أي ما يعادل مساحة سبعين ملعب كرة قدم.
ويتخذ تصميمه شكل المثلث المستوحى من رمزية الأهرامات، إذ تتناسق خطوط المبنى مع قمم هرمي خوفو ومنقرع، فيما تتزين واجهته الزجاجية المنقوشة بالهيروغليفية بقطع من الألباستر شبه الشفافة.
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية موزعة على اثنتي عشرة قاعة عرض رئيسية، تغطي أكثر من خمسة آلاف عام من تاريخ مصر، منذ العصور السابقة للأسرات وحتى الحقبة اليونانية الرومانية.
ويُعرض فيه للمرة الأولى عدد كبير من القطع التي لم يشاهدها الجمهور من قبل، من بينها نحو 4500 قطعة جنائزية كانت موزعة بين المتاحف والمخازن في أنحاء مصر.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن المتحف لا يضم فقط مقتنيات نادرة، بل يعرضها في سياق علمي دقيق يسهل على الزائر فهمها، مؤكدة أن كل قطعة تروي جانبًا من عبقرية المصري القديم في الفن والهندسة والرمزية الدينية.
من أبرز ما يشاهده الزائرون مجموعة الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو، التي اكتُشفت في مقبرة سرية بالقرب من الهرم الأكبر.
تضم المجموعة سريرها وعربتها وصندوقًا من الأساور وأواني الكانوب التي كانت تُستخدم في التحنيط. كما برز تمثال الملكة حتشبسوت وهي تقدم الأواني للإله آمون رع، وهو أحد أجمل القطع النحتية التي تجسد القوة الأنثوية في العصور القديمة.
ومن بين الكنوز الأخرى تمثال الكاتب المصري "نفر" الذي يعود إلى أكثر من 4500 عام، والمحفور بدقة تُظهر العينين المزينتين بالكحل، وهو يجلس في وضع الكاتب التقليدي حاملًا بردية على ركبتيه، كذلك تضم إحدى القاعات تمثالًا ضخمًا للإله أوزوريس، يجسد معتقدات المصريين القدماء في الموت والبعث والحياة الأبدية.
خصص المتحف جناحين كاملين لعرض مجموعة الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته في وادي الملوك عام 1922.
وتشمل المجموعة الشهيرة القناع الذهبي الجنائزي، والعرش الملكي، والعربات الحربية، والحلي الذهبية الفاخرة. وقد صمم هذه القاعات مكتب التصميم الألماني "أتيليه بروكنر" الذي نفذ أيضًا السلم العظيم والبهو الرئيسي للمتحف.
من المعروضات الفريدة كذلك سفينتا خوفو الشمسيّتان، اللتان تعودان إلى نحو 4500 عام، كان يُعتقد أن هذه السفن أنشأت لترافق روح الملك في رحلته إلى السماء.
اكتُشفت أولاهما عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر، ثم عُثر على الثانية بعد ذلك بسنوات في حفرة مجاورة.
واليوم تُعرض السفينتان معًا لأول مرة داخل قاعة مخصصة بالمتحف بعد نقلهما من متحف مراكب الشمس القديم بالجيزة.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن المتحف يضم إلى جانب قاعاته الأثرية مركزًا للمؤتمرات ومكتبة متخصصة ومرافق تعليمية للأطفال ومتاجر ومطاعم حديثة، ليشكل مجمعًا ثقافيًا متكاملًا عند سفح الأهرامات.
ويصف الزائرون هذا الصرح بأنه مزيج فريد من العراقة والحداثة، يجمع خمسة آلاف عام من التاريخ تحت سقف واحد.












0 تعليق