كيف خدع مراهق عراقي لاعبي روبلوكس حول العالم ودفعهم لإنهاء حياتهم؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قضية صادمة هزت الرأي العام داخل العراق وخارجه، كشفت وزارة الداخلية العراقية عن تفاصيل واحدة من أخطر الجرائم الإلكترونية التي تورط فيها مراهق يبلغ من العمر 14 عامًا، تمكن من خلال لعبة روبلوكس من استدراج عشرات المستخدمين حول العالم إلى إيذاء أنفسهم والانتحار.

اللواء مصطفى الياسري، مدير إدارة الاتجار بالبشر في وزارة الداخلية العراقية، أعلن أن المتهم أدار 16 شبكة افتراضية عبر منصة روبلوكس، وتمكن من خلالها من استقطاب 30 ضحية من بينهم 29 شخصًا من دول عربية وغربية، إلى جانب فتاة عراقية كانت آخر ضحاياه. وأوضح أن المراهق كان يتقن اللغة الإنجليزية بطلاقة، وهو ما سهّل عليه التواصل مع ضحاياه من مختلف الجنسيات وإقناعهم بالامتثال لأوامره.

القضية تأتي بعد أسبوع واحد فقط من قرار الحكومة العراقية حظر لعبة روبلوكس رسميًا، في خطوة قالت السلطات إنها تهدف إلى حماية الأطفال والمراهقين من المخاطر الإلكترونية والابتزاز الرقمي. 

غير أن الكشف عن هذه الجريمة المروعة جاء ليؤكد أن التحذيرات لم تكن مبالغًا فيها، وأن العالم الافتراضي بات يشكل ساحة خطيرة تستغلها بعض الجهات لاستدراج الفئات الحساسة نحو نهايات مأساوية.

تفاصيل الجريمة

بحسب التحقيقات الأمنية، استغل المراهق ميزة التواصل المباشر داخل لعبة روبلوكس لإنشاء غرف خاصة يمارس فيها السيطرة النفسية على اللاعبين الأصغر سنًا، مستخدمًا أساليب الترهيب والتحفيز النفسي.

كان يطلب منهم تنفيذ أوامر غريبة، تبدأ بإيذاء الحيوانات وتنتهي بأفعال مروعة مثل كتابة أسمائهم بالدم على أجسادهم أو الانتحار تنفيذًا لأوامره.

وقال اللواء الياسري إن المتهم كان يدير مجموعات متفرعة تضم عناصر من شبكة تعرف باسم "عبدة الشيطان"، تمارس الابتزاز والتحريض على العنف والانتحار.

وأكد أن السلطات نجحت في تفكيك الشبكة بالكامل، إلى جانب 22 شبكة دولية أخرى لتهريب المهاجرين تم ضبطها خلال العام الحالي، في إطار جهود الأمن العراقي لمحاربة الجرائم العابرة للحدود الرقمية.

 لماذا قررت الحكومة العراقية منع روبلوكس؟

في 20 أكتوبر الجاري، أعلنت وزارة الاتصالات العراقية حظر لعبة روبلوكس رسميًا داخل البلاد بعد رصد انتشار واسع لمحتوى يتضمن إيحاءات جنسية وألفاظًا نابية ومظاهر تشجع على السلوك العدواني والابتزاز.

وأكد البيان الصادر عن الوزارة أن القرار جاء حمايةً للقيم التربوية والاجتماعية للأسرة العراقية، بعد تلقي شكاوى متكررة من أولياء الأمور حول تأثير اللعبة على سلوك الأطفال والمراهقين.

وأوضحت مصادر أمنية أن اللعبة تحتوي على عوالم افتراضية مفتوحة تسمح للاعبين بالتفاعل مع مستخدمين مجهولين من مختلف أنحاء العالم، ما يجعلها بيئة خصبة لعمليات الاستغلال النفسي والابتزاز الإلكتروني.

تحذيرات من السلطات وخبراء علم النفس

حذرت وزارة الداخلية العراقية الأسر من ترك الأطفال دون رقابة رقمية، مشددة على ضرورة متابعة المحتوى الذي يتفاعلون معه عبر الإنترنت. 

ودعت كذلك إلى التبليغ الفوري عن أي سلوك مريب أو مشبوه داخل المنصات والألعاب الإلكترونية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق