علق الشيخ أحمد خليل، من علماء الأزهر الشريف، على انتشار الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، احتفالا بافتتاح المتحف المصري الكبير، والتي استخدم فيها عدد من الشباب الذكاء الاصطناعي لتصميم صورهم بملابس فرعونية، المقرر أن يحضره عدد من زعماء وملوك ورؤساء العالم، غدا الأول من نوفمبر.
وأوضح الشيخ أحمد خليل، فى تصريحاته، أن التشبه لا يكون محرمًا في ذاته إلا إذا كان في أمر يخالف العقيدة أو يتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يحرّم الزينة أو الفن أو التعبير الثقافي، ما لم يتضمن ذلك تعظيمًا لعقائد باطلة أو رموز شركية.
وأضاف أن ارتداء الملابس الفرعونية أو تصميم الصور بها في سياق الاحتفال بالتراث والحضارة المصرية لا يُعد من التشبه المحرّم، لأن القصد هنا هو الفخر بتاريخ الأجداد وإبراز الجمال الفني، وليس العبادة أو التقديس لتلك الرموز.
وأكد العالم الأزهري أن الحضارة المصرية جزء من هوية الأمة، والإسلام لا يمنع من الاعتزاز بتاريخها أو إحياء مظاهرها الثقافية والفنية ما دامت منضبطة بالقيم الشرعية، داعيًا إلى ضرورة التمييز بين ما هو فني وثقافي وبين ما يمسّ العقيدة أو يخدش الحياء العام.
وأكد على أن الإسلام دين وسطية وجمال، لا يقف ضد الإبداع ولا ضد الاحتفال بالهوية، لكنه يرفض كل ما يحمل معنى التقديس لغير الله أو ما يتعارض مع مقاصد الدين وأخلاقه.
وتابع: "حبُّ الوطن فطرةٌ أودعها الله في قلوب عباده، فلا يعرف الإنسان قيمة أرضه إلا حين يبتعد عنها أو يراها في موضع الحاجة، ومصرُ – أرض الكنانة – لها في القلوب مكانةٌ خاصة، فهي مهد الحضارة، ومأمن الرسالات، وذكرها الله في كتابه العزيز تكريمًا وتشريفًا، ومن تمام الإيمان أن يدعو الإنسان لوطنه بالخير والبركة، وأن يسعى في خدمته وإعماره وإصلاحه، نسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها، وأن يديم عليها الأمن والإيمان، والسلامة والإحسان، وأن يجعلها دائمًا بلدًا آمِنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر البلاد".

















0 تعليق