قالت الدكتورة  إشراقة مصطفى، الأكاديمية والناشطة السودانية المقيمة في فيينا، إن ما يحدث في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور يمثل “إبادةً صامتة تُرتكب بحق المدنيين العُزّل"، مؤكدة أن "الضمير الإنساني العالمي يقف متفرجًا أمام واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في إفريقيا المعاصرة".

وأضافت إشراقة في تصريحات خاصة لصحيفة "الدستور"، خلال مشاركتها في التظاهرة التضامنية التي نُظمت اليوم الجمعة في العاصمة النمساوية فيينا، أن أصوات النساء السودانيات في المهجر " ترفع اليوم صرخة في وجه الصمت الذي يقتل كما الرصاصات التي تقتل أجساد الأبرياء في الفاشر، مشيرة إلى أن “ما يجري هناك لم يعد حربًا، بل مجزرة علنية وإبادة جماعية ممنهجة ضد شعبٍ أنهكه الخذلان الدولي".

وأكدت أن المبادرة النسائية "بنات ونساء ورش مندي"  أعلنت خلال التظاهرة إدانتها الكاملة لما وصفته بـ " الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين العزل في الفاشر”، موضحة أن “النساء يرفعن أصواتهن اليوم عاليًا في وجه التواطؤ والحياد المتعمد، وفي مواجهة عالم فقد حسه الأخلاقي والإنساني".

وقالت إشراقة: "كفى صمتًا، كفى تغاضيًا أمام الدم المسفوك في الفاشر، أمام الأطفال الذين يُقتلون جوعًا وقصفًا، والنساء اللواتي يُطاردن في ليالٍ بلا نهاية، والشيوخ الذين ينتظرون الموت بلا مأوى ولا دواء. ما يحدث هناك لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة سياسية أو عسكرية".

وأضافت أن الفاشر اليوم مدينة منكوبة، تتعرض للقصف العشوائي والدمار الكامل، “كأن السماء انقلبت عليها”، مشيرة إلى أن البيوت تحترق والمشافي تُدمّر، فيما تُنتشل جثث الأطفال من تحت الأنقاض، وتتحلل جثث أخرى في الحقول تحت شمس دارفور اللاهبة.

وشددت الدكتورة إشراقة مصطفى على أن العالم كله يتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه ما يجري، قائلة: "لقد تجاوزت الكارثة حدود الجغرافيا لتصبح وصمة عارٍ على جبين الإنسانية جمعاء. كل دقيقة تمر هناك تُزهق أرواح وتنطفئ أجيال، بينما الصمت الدولي يصنع الجريمة كما صنعها السلاح".

وطالبت في ختام تصريحاتها الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والطفل بالتدخل الفوري والعاجل لوقف شلال الدم في الفاشر، قائلة: "نطالب بحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة دون قيد أو شرط لتأمين المياه والدواء والغذاء. الفاشر تنزف، والضمير العالمي شريك في الجريمة والمجازر. نناشد العالم أن يُنقذ ما تبقى من إنسانيته قبل أن يبتلع الرماد الأطفال والجدّات والأمهات".

وختمت بقولها: "نحن لن نسكت، ولن نبرر، ولن نغفر لصمتٍ يشارك في الجريمة كما يشارك فيها السلاح. الفاشر تناديكم.. فهل من سامع؟". 

أقرأ أيضًا: 

الحكومة السودانية تطرد مسؤولين كبار من برنامج الغذاء العالمي