وجّهت الولايات المتحدة الأمريكية انتقادات حادة إلى ميليشيا الدعم السريع، متهمةً إياها بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في السودان، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي مساء الخميس، المخصّصة لبحث تطورات الأزمة السودانية المتفاقمة.
وقالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، إن الميليشيا "تواصل تنفيذ عمليات قتل ممنهجة تستهدف الرجال والفتيان، وحتى الأطفال الرضع، إلى جانب ممارسة العنف الجنسي والجنساني ضد النساء والفتيات في مناطق النزاع".
وأضافت أن عناصر الدعم السريع "يستهدفون المدنيين أثناء محاولتهم الفرار من مناطق القتال، ويعرقلون وصول المساعدات الإنسانية الضرورية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني".
وأكدت شيا أن واشنطن "تدين بشدة هذه الفظائع المروعة"، مشددة على أن المسؤولين عنها "يجب أن يُحاسَبوا، بما في ذلك عبر فرض الجزاءات والعقوبات الدولية".
وفي كلمتها، دعت الدبلوماسية الأمريكية مجلس الأمن إلى تحديث قائمة العقوبات الخاصة بالسودان وتفعيل القرار رقم 1591 الصادر عام 2005، معتبرة أن "الوقت قد حان لاستخدام المجلس كل الأدوات المتاحة لدفع الأطراف نحو وقف القتال والتوصل إلى تسوية سلمية شاملة".
كما أعربت شيا عن استياء واشنطن من قرار السلطات السودانية طرد موظفي برنامج الغذاء العالمي، واصفةً الخطوة بأنها "ضربة موجعة للمحتاجين وتحدٍ مباشر للجهود الإنسانية الدولية"، داعيةً إلى "وقف فوري للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات دون قيود أو عراقيل".
وشددت المسؤولة الأمريكية على أن إنهاء الحرب في السودان يمثل أولوية قصوى لإدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرةً إلى أن واشنطن "تعمل على تنسيق الجهود الدبلوماسية مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى هدنة إنسانية تمهد لحوار سياسي شامل يقود إلى انتقال نحو حكم مدني ديمقراطي".
واختمت بالقول: "إن مستقبل السودان يجب أن يقرره شعبه وحده، من خلال عملية سياسية شاملة لا تُقصي أحدًا، وتعبّر عن تطلعات جميع مكونات المجتمع السوداني إلى الحرية والعدالة والسلام".
0 تعليق